بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
لم يسعف الوقت مراسل بلدي نيوز لينهي تقريره مع الشهيد حسين عبد الكريم الضحيك ابن مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي عن القنابل العنقودية، ولم تمهله القنبلة العنقودية الوقت ليفضي عما بجعبته من معلومات تحذيرية للمدنيين من القنابل العنقودية التي قصفت بها طائرات النظام والروس عموم المناطق المحررة، فانفجرت القنبلة وارتقى على إثرها شهيداً قبل أن يؤدي رسالته على أكمل وجه.
يقول مراسل بلدي نيوز، "كان الشهيد الضحيك مهتما بأمور القذائف التي لم تنفجر، وكان أول من بدأ بجمع القنابل العنقودية في المنطقة، واستطاع تفكيك إحدى هذه القنابل لرؤية كيفية طريقة الانفجار".
وتابع بالقول: "وبعد بتر يد طفل بقنبلة، وضع على عاتقه البحث عن القنابل وتفكيكها لتحذير المدنيين منها وسخرّ كل وقته لذلك".
وأردف، "رافقت حسين في مكان عمله، وهو يبحث عن القنابل العنقودية لتعطيلها وحماية الأطفال كونهم أكثر عرضة لذلك، ويلتقطون الأجسام الغريبة".
"لحظاتٌ لا تُنسى عشتها مع حسين أثناء تصوير جزء من التقرير؛ فقد كان رجلاً طيباً همه إيصال خبراته في هذا المجال الى كافة السوريين، ويعتبر عمله هذا لا يقل أهمية عن عمل الثوار في ساحات المعارك أو المتظاهرين أو الأطباء في المشافي الميدانية"، يقول مراسل بلدي نيوز.
ويضيف "لم يكترث حسين لمخاطر عمله، إذ أن المنطقة شهدت انفجار عشرات القنابل، أدت لاستشهاد وإصابة عدد من المدنيين، لكنه بحث عبر شبكة الانترنت عن كيفية تفكيكها على الرغم من خطورة العملية وكان يدرك أنه ربما يصاب أو يموت في قادم الأيام حسب ما ذكر أثناء تصوير التقرير".
وكان مراسل بلدي نيوز بدأ بتصوير تقرير عن حسين عبد الكريم الضحيك -الذي أوكل إلى نفسه مهمة جمع القنابل العنقودية وتفكيها، وتحذير المدنيين منها، وتعليمهم طريقة تفكيكها- وصوّر معه عدة لقاءات وقبل أن ينتهي من إكمال التقرير انفجرت قنبلة عنقودية في أحد الحقول المجاورة لمدينة تلبيسة، وارتقى على إثرها حسين شهيداً أثناء أداء واجبه في حماية أبناء بلده.
يذكر أن طيران النظام والطيران الروسي استخدما القنابل العنقودية المحرمة دوليا بكثافة خلال سنوات الحرب الخمسة، من شديدة الانفجار وحارقة، والتي تحول الكثير منها لألغام تفتك بالمدنيين حتى عند توقف القصف، والتي نجم عنها عدد كبير من الضحايا من المدنيين.