بلدي نيو - (ليلى حامد)
تعمل السيدة "سناء" بشتل الورد وبيعه في السوق، وتعتقد أنّ عملها في المشتل يكسبها راحةً نفسيةً، تمكنها من اﻻستمرار في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الناس في الشمال السوري المحرر.
"سناء" تعتبر نفسها، سيدةً ناجحة، استطاعت تحدي كل العوائق والظروف، ﻹكمال حياتها برفقة زوجها المعاق، وولديها وابنتها، حيث تقول لبلدي نيوز؛ "منذ نحو خمس سنواتٍ أصيب زوجي إثر قصفٍ من طائرات عصابات اﻷسد؛ ما أدى إلى شلله، وجلوسه على الكرسي الرماديّ مقعداً".
وأضافت، "وجدتني مجبرةً عل القيام بدورٍ ما، وكان أخذ زمام المبادرة نقطة قوةٍ بالنسبة لي، ساهم زوجي بتشجيعي، رغم ألمه الذي لم يخفيه في دمعةٍ سقطت من عينيه".
وتابعت، "تربية اﻷوﻻد في هذه الظروف، والانفاق على اﻷسرة، حتم التفكير في مشروعٍ ضمن اﻹمكانيات، وفعلاً بدأت في زراعة مشتلٍ مجاورٍ لدارنا".
وتقول؛ "بعت بعض المصاغ واستدنت بعض المال، وبدأت بزراعة أنواعٍ من الورد، سرعان ما نمت الفكرة وساهم معي أولادي بالعمل، إضافةً لمتابعة تعليمهم".
ورغم التعب نهاية اليوم إﻻ أنّ السيدة "سناء" ﻻ تخفي سعادتها، كما أنها تحمد الله على بقاء زوجها على قيد الحياة، وتعتبر أنها منحةٌ إلهية، مؤكدةً أنّ زواجها جمعته المحبة والتفاني، وأنّ الفضل لزوجها في تعلم زراعة الورد في فترة الخطوبة، كما تقول بخجل.
وأضافت سناء لبلدي نيوز؛ "دخول الفقر من إحدى زوايا البيت لينغص حياتنا بدا قاب قوسين أو أدنى، لكنها اﻹرادة والصبر، فنحن نستطيع تحدي المعوقات مهما بلغت إمكانياتنا المتاحة".
في المشتل الذي تعمل فيه "سناء" تغني بصوتٍ خافت، وهي تداعب وريقات الورد اﻷحمر واﻷبيض؛ "الورد جميل ... جميل الورد"، ولا تخرج قبل أن تدندن، "مين يشتري الورد مني".
تبدو سناء نموذجاً لسيدة حافظت على أسرتها، وامتهنت زراعة الورد، في ظل الحرب التي أحرقت كلّ شيء، وهي تعتقد أنّ الرائحة التي تبعث من الزهور تعطيها تفاؤلاً وأملاً بالمستقبل.