بلدي نيوز- (حذيفة حلاوة)
يواصل تنظيم "داعش" شن الهجمات التي يغلب عليها الطابع الأمني على قوات النظام وحلفائه من جهة، وقوات سوريا الديموقراطية "قسد" من جهة أخرى، بالرغم من مرور عدة أشهر على إعلان القضاء على التنظيم بشكل كامل في مناطق نفوذهما في سوريا.
وحول طبيعة الهجمات وعمليات التنظيم ومدى فاعليتها، وإعادة إحياء التنظيم مرة أخرى، قال الصحفي السوري "فراس علاوي" لبلدي نيوز؛ إن مصير التنظيم مرتهن إلى حد كبير بمصالح الأطراف المتنازعة، والآليات التي يتم اتباعها للقضاء على التنظيم.
وأضاف علاوي، "اعتقد أن مستقبل التنظيم مرتبط بشكل كبير في العملية السياسية الشاملة في سوريا، وتوفير الخدمات المدنية، وما يتم العمل عليه في المجال المدني والأهلي وإعادة تأهيل المنطقة، أما في حال استمرار الأمور على ما هي عليه، فمن المرجح عودة التنظيم بشكل أمني فقط، ولكن القضاء عليه بشكل كامل مرتبط بتوفير الخدمات والبنية التحتية في المناطق التي سيطر عليها التنظيم".
وأشار إلى أنه بعد وصول تنظيم "داعش" الى هذه المرحلة، من المستبعد استعادة قدرته على تشكيل قوة وجيش كما في السابق، بالإضافة إلى فقدان قدراته المركزية وتفكيك بنيته التنظيمي ومقتل واعتقال قياداته ومنظريه الذي عملوا على تشكيله خلال الفترات الماضية.
وبحسب علاوي؛ من المهم التركيز على أن القضاء على التنظيم ليس عسكريا فقط، فهو له تمدد سياسي ومدني واجتماعي، والعمل على كافة النواحي في المجتمع المدني للقضاء عليه، فنقمة الأهالي على النظام هي أحد الأسباب، وإنهاء هذه العوامل مهم جدا للقضاء على التنظيم.
ونوه إلى أن عدم إشراك أهالي المنطقة في عمليات القضاء على التنظيم يساهم في استمرار وجوده، ولكن من المستبعد العودة لأعوام ٢٠١٣ و٢٠١٤، وأما عن "داعش" في المنطقة فهي عبارة عن خلايا نائمة عددها قليل لا يتجاوز عدد أفراد الخلية الواحدة 20 عنصرا، لذلك من المستبعد إعادة تشكيل التنظيم من هذه الخلايا، وهو في الأساس قام ببناء تحصيناتهً في البادية السورية لاستغلال البيئة.
وأشار مجددا علاوي إلى أن عدد عناصر التنظيم في مناطق "قسد" هي أقل مما هي عليه في مناطق النظام، والخلايا في مناطق "قسد" لا تقتصر على مناطق البادية، فهناك العديد من تلك الخلايا التي تنتشر في مناطق القرى والبلدات النائية، ومناطق ما بين القرى وخلايا غير معروفة في مناطق المدنيين ولا تزال محاولات "قسد" والتحالف الدولي للعمل على اصطياد تلك الخلايا.
وعن قدرة "قسد" في القضاء على تنظيم "داعش"، قال علاوي: "إن قدرتها مركزة على العمليات الأمنية التي لا يمكن تنفيذها دون دعم التحالف الواسع الذي نشاهده في جميع عمليات "قسد"، حتى مداهمة المنازل في البلدات المدنية مع فقدان عمليات المواجهة الكبرى، ولكن من المحتمل أن يتم استغلال النظام لخلايا التنظيم في مناطق "قسد" بهدف الترويج السياسي لعدم القدرة على الاستقرار السيطرة، بالمقابل خلايا التنظيم في مناطق نظام الأسد تخدم "قسد" بشكل كبير، ولا نتوقع أن إيران والنظام لهم أي مصلحة للسماح باستمرار التنظيم في مناطقهم، خاصة مع المساعي المستمرة لفتح إيران الطريق البري بين سوريا والعراق، فالممكن أن توثر خلايا التنظيم على ذلك بشكل كبير وتتسبب بإرباك كبير للنظام وإيران.
وعن مشاركة "قسد" في الاشتباكات العشائرية في بلدة "أبو النتيل" في ريف دير الزور قال علاوي: "قسد" فشلت في فرض نفسها كقوة سياسية وإدارية في المنطقة، لذلك هي تحاول استغلال المشاكل العشائرية الموجودة في المنطقة، ولا تعتبر هذه التجربة الأولى من نوعها، فقد سبق أن استغل تنظيم "داعش" خلال السنوات التي سيطر فيها على هذه المنطقة المشاكل العشائرية لبسط سيطرته علي المنطقة، وخاصة عن طريق ضرب العشائر ببعضها، وإلهائها عن البحث في ملف التنظيم مما سهل السيطرة على المنطقة، ولا اتوقع تكرار حادثة بلدة أبو النتيل، كون البنية العشائرية متركزة في المحافظة"، مضيفا أن أي مشكلة مهما زاد حجمها من الممكن أن تحل عشائرياً.
وكان موالو التنظيم بدأوا خلال الأيام الماضية حملة إعلامية عن تجميع عناصر التنظيم قوتهم في البادية السورية، بهدف توجيه هجمات واسعة ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية المساندة لها في البادية السورية، وهذا بعد أيام على إطلاق التنظيم "غزوة الاستنزاف" التي سقط خلالها العشرات من قوات النظام في مناطق متفرقة جنوبي دير الزور وفي ريف حمص الشرقي، حيث يعتبر المعقل الرئيس لخلايا التنظيم.