"زيارة المقابر" طقسٌ سوريٌ يجمع المتناقضات - It's Over 9000!

"زيارة المقابر" طقسٌ سوريٌ يجمع المتناقضات

بلدي نيوز - (فراس عزالدين) 
بدت طقوس العيد بالنسبة للسوريين تحمل شيئاً من التناقض غير المفهوم في وقتٍ بعيد؛ فإحدى أوجهها زيارة المقابر عقب أداء صلاة العيد، واستمر الطقس ذاته إلى يومنا الحاضر. 
وقال الدكتور والباحث اﻻجتماعي "محمد الشيخ" لبلدي نيوز "يستحضر الناس ذكريات الغياب المؤلمة، ويستذكرون أحبتهم ليلقوا على رفاتهم التحية، حاملين بأيديهم القرآن الكريم".
وتنطوي زيارة القبور على جملة من الجوانب النفسية واﻹنسانية؛ فبعض الناس تعتبرها بمثابة الوفاء للفقيد وآخرين يعتبرونها إحساسا بالقهر والانكسار أمام الموت، وغيرهم مجرد روتين".
ورغم العادات المصاحبة لزيارة القبور وما يحصل فيها من اختلاف حول الجواز الشرعي وعدمه، إﻻ أنّ الناس تستمر في ممارسة هذا التقليد، وﻻ سيما في هذه الظروف التي تمر بها سوريا.
آس العيد
ومن جملة الطقوس المصاحبة لتلك الزيارة، حمل العوام باقاتٍ من الآس (نوع من الشجر اﻷخضر)، يباع عند مداخل المقابر بسعر 250 ل.س أي ما يعادل نصف دولار للباقة الواحدة.
ومعظم من تحدثوا لبلدي نيوز أكدوا أهمية وضع اﻵس مستندين إلى حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، فيما يقول "الدكتور الشيخ"  أنها إحدى العادات التي تستند إلى تقليدٍ عربيٍّ قديم، حيث يروى أنها تخفف عن الميت، مؤكداً أنه لم يقف على أصلها.
سقيا الميت
ويكمل العوام طقسهم في زيارة المقابر بغسل القبور بالماء، والجلوس أمامها وقتاً من الزمن.
"أم خالد" مهجرة من ريف دمشق، تبكي ولدها الشاب الذي استشهد بمعارك حماة، ودفن في مدينة سراقب، تسقي ضريحه بالماء، ثم تودعه.
ويؤكد الدكتور الشيخ؛ أنّ سقيا الماء إحدى تقاليد العوام، الذين يعتقدون أنّ الميت يشرب من أيديهم هذا اليوم، مؤكداً أيضاً أنها مجرد تقاليد لا أصل لها في الشرع.
مجهولون!
وكتبت الصحفية، ميرنا الحسن، على صفحتها الشخصية في فيس بوك؛ حول زيارة المقابر هذا العام؛ "أكثر ما آلمني اليوم عندما زرت مقبرة إدلب، أني رأيت عشرات القبور تحت مسمى مجهول الهوية أو شاهدات بأرقام متسلسلة لايقف زائر فوق رؤوس موتاها يقرأ لهم حتى الفاتحة.
مؤسف أن السوريين باتوا أرقامًا حتى في قبورهم وعلى شاشات التلفزة العالمية وفي خبر وحديث يومي عابر.. يؤكد أننا لسنا فقط مجهولي هوية، إنما مجهولي وطن".
تنادي ألسنتهم بحياة أمواتهم.. دموعهم تعانق كلامهم.. يجمعون انكساراتهم كأنما يدفنون الغصة في تلك التربة، يتخلصون من اﻷلم الذي يسكنهم ليس فقط بالفراق وإنما في حال بلدهم التي يأملون من الله أن تنجو، حسب أبو خالد، من مهجري ريف دمشق حين وصف لنا حال ذوي الشهداء.
وتبقى زيارة المقابر في العيد جامعةً لتناقضٍ سوريٍّ يخفي الألم بالفرحة.

مقالات ذات صلة

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

السعودية تتبرع بنحو 4 ملايين دولار للصحة العالمية لدعم القطاع الصحي شمال غرب سوريا

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف و "الجيش الحر" في التنف

صحيفة بريطانية: في ظل الضعف الإيراني الأسد يعتمد على روسيا والدول العربية لبقائه على كرسي الحكم

وزير الخارجية التركي يتوقع تسوية امريكية في سوريا إن تم تجميد الحرب في أوكرانيا