بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
انقسامٌ سوريٌّ جديد سببه الاختلافٌ في تحديد أول أيام عيد الفطر المبارك برعايةٍ من نظام اﻷسد، الذي خالفت حكومته، معظم الدول العربية والإسلامية وأعلنت أن اليوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان.
بالمقابل، أعلن المجلس الإسلامي السوري وحكومتي "الإنقاذ والمؤقتة" في الشمال السوري، أن اليوم الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر، في وقت تفردت وزارة أوقاف الأسد بإعلانها عدم ثبوت هلال العيد ليكون العيد في مناطق النظام الأربعاء.
ويعتقد نشطاء أنّ هلال العيد هذا العام يضاف إلى قائمة الحواجز التي تفصل بين السوريين، كما تفصلهم الجغرافية السورية التي باتت موزعةً بين مناطق المعارضة والنظام وقوات سوريا الديمقراطية "قسد".
ويعتقد نشطاء أنّ سبب اﻻنقسام سياسي، ولا يعود سببه للرؤية الفلكية أو تحري هلال الشهر، فيما يعتقد آخرون أنّها حالة منطقية لعموم التشرذم واﻻنقسام في المجتمعات اﻹسلامية.
يقول حسن، وهو مدني مقيم في دمشق، "يعيش أبنائي في الشتات بين دمشق وإدلب والعراق... فرحة العيد بالتفاف اﻷسرة صبيحة هذا اليوم، لكن المفارقة ليست فقط في المسافة الفاصلة جغرافياً، بل حتى في تحديد أول أيام العيد، فنحن نحتفل غداً وأبنائي في إدلب اليوم".
و يتابع حسن الذي طلب عدم ذكره اسمه كاملا "علينا أن نفكر كيف نجمع السوريين على توحيد رؤية هلال العيد!".
وتداول نشطاء سوريون على وسائل التواصل اﻻجتماعي يوم أمس، حديثاً حول اﻻنقسام العربي في توحيد أول أيام العيد، وكتب بعضهم ساخراً؛ "الثلاثاء، المعارضة السورية، قطر، السعودية والكويت والإمارات والبحرين العراق والصومال واليمن واﻷربعاء؛ سوريا والأردن ومصر وفلسطين".
وعلّق في الختام؛ "مجموعتنا صعبة بس رح نتأهل إن شاء الله"، في إشارةٍ إلى مدى اﻻنقسام وتحولت المسألة إلى شبه مباراة وتنافس.
وتعاني معظم العائلات السورية من معادلة الشتات التي تجاوزت مرحلة الجغرافية، وحطت رحالها في الملف الديني، حتى بات كل شيءٍ مثيراً للتهكم والسخرية، حسب نشطاء.
ونتج عن اللجوء والنزوح والتهجير الذي فرضه النظام في المناطق التي سيطر عليها، وكانت تخضع لسيطرة المعارضة إلى أنقسام العائلة السورية إلى أكثر من منطقة داخل سوريا، أو حتى أكثر من دولة.