بلدي ينوز – ريف اللاذقية (أبو عمار اللاذقاني)
خرج المشفى الميداني الوحيد في ريف اللاذقية عن الخدمة، بعد أن تعرض لقصف مُركز من قبل قوات النظام، التي استهدفته بأكثر من 50 صاروخاً، ما أدى لدمار المشفى بالكامل، وتعطيل الأجهزة والأدوات الطبية، كما قصفت قوات النظام، مركز المعالجة الفزيائي التابع لجميعة "فلوكا الحرية".
وتعرض المركز للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أدى لدماره بالكامل بكل ما فيه، الأمر الذي زاد من معاناة أكثر من 2000 مصاب كانوا يتلقون العلاج فيه.
ويأتي ذلك ضمن سياسة النظام السوري الذي يتعمد قصف المشافي والمراكز الخدمية، في المناطق المحررة.
الدكتور أحمد طبيب في المشفى الميداني الذي تعرض للقصف، قال لبلدي نيوز "لقد تفاجأنا بقصف المشفى خلال الهدنة، حيث انتهكت قوات الأسد جميع الأعراف والمواثيق الدولية".
وفي نفس السياق، قصفت قوات النظام المجلس المحلي الحر، في مدينة اللاذقية ثلاث مرات خلال عشرين يوماً.
ويعيش اليوم أكثر من 500 عائلة من قرى اليمضية بريف اللاذقية، في مخيمات ادلب، غالبيتهم من المصابين أو العاجزين بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له اليمضية في الأسابيع الماضية، حيث يعيشون دون أي علاج طبي، أو متابعة طبية، ولا حتى أي خدمات إنسانية وإغاثية.
وكانت حصيلة ضحايا الكوادر الطبية على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا منذ آذار 2011 حتى آذار من العام الحالي 609 من الكوادر، فقد قتلت قوات النظام السوري 553 من الأطباء والعاملين في المجال الإسعافي، بينما قتلت قوات الاحتلال الروسي أحد عشر منهم، والإدارة الكردية قضت على ثلاثة، بينما قضى تنظيم الدولة على تسعة عشر من الطواقم والعاملين في المجال الطبي.
وواجه أهالي ريف اللاذقية، حملة عسكرية واسعة خلال السنة الخامسة من الثورة السورية، تجسدت بتدخل جوي روسي وقيادة للمعارك التي يشنها نظام الأسد والميليشيات الموالية له في الريف اللاذقاني، في محاولة لتأمين خطوط حماية متقدمة للساحل السوري.
وشهدت مدن وبلدات وقرى ريف اللاذقية حملات نزوح جماعية مرتين وثلاثة، بسبب تركيز نظام الأسد والطيران الروسي قصفهم على منازل المدنيين والمراكز الخدمية والإغاثية والطبية، واتباع سياسة الأرض المحروقة، خاصة في المحاور التي تحمل أهمية استراتيجية.
وسيطر النظام بمساندة القوات الروسية على قرية دورين وجبلها القريب من مصيف سلمى في ريف اللاذقية، بعد أن تم تدمير القرية بشكل كامل لتصبح أثرا بعد عين على يد الطيران الروسي والقصف المدفعي والصاروخي اليومي.
وتمكنت القوات الروسية من السيطرة على جبل قرية عطيرة بعد استخدامها أسلحة متطورة بمساندة جوية، ثم سيطر النظام على قرى جبلي الأكراد والتركمان تباعاً من قرى الزوبك وغمام والدغمشيلة إلى برج القصب وخان الجوز وجبل النوبة والغنمية والمارونيات ومركشيلية وسلمى وارا وربيعة وصولاً إلى قرية كنسبا، حيث يرابط الثوار في مناطق تلة الحدادة وقرى كبينة.
وحسب مراسلنا في ريف اللاذقية، فإن "التراجع يعود بسبب شراسة القصف وكثافة غارات الطيران الروسي الذي يختلف عن طيران النظام من ناحية الدقة والقوة التدميرية، وما زالت قوات النظام منذ ثلاثة أشهر تحاول التقدم باتجاه قرية كبينة وسط تصدي الثوار لها".
وقال الناشط عبد الله اللاذقاني لبلدي نيوز "إن نسبة سيطرة الثوار على ريف اللاذقية الشمالي بنسبة 68%، لكن السيطرة تناقصت بسبب القصف الجوي وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها روسيا إلى جانب النظام".
وأضاف "رغم سيطرة النظام والروس على ما يقارب 50% من مناطق سيطرة الثوار، لا يزال الثوار يسيطرون على قرابة 18% من ريف اللاذقية".