بلدي نيوز
تساءل موقع المونيتور، فيما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنوي التحرك بعد أن قامت إيران بإعادة تأهيل معبر البوكمال مع العراق، والسيطرة عليه بهدف التخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية.
وشهد المعبر في 23 نيسان، مرور حافلتين تنقل حجاج عراقيون لزيارة ضريح السيدة زينب، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها المعبر حركة للداخل السوري منذ عام 2012.
ويقول المسؤولون العراقيون، إن المعبر المؤدي إلى القائم من الطرف العراقي في محافظة الأنبار سيتم افتتاحه خلال ستة أشهر.
ويخشى من أن تتحول البوكمال لتصبح البوابة الرئيسية للجسر البري الذي يربط بين بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت، وبالتالي تأمن لإيران الممر المناسب للوصول إلى المتوسط.
وعلى المدى القصير، من المتوقع أن تتحول البوكمال لنقطة عبور تمكن طهران من التقليل من تأثير العقوبات الأمريكية على اقتصادها. وسيسمح لها بالاعتماد على الطريق البري بدلاً من المسار الجوي طهران – دمشق، وستتمكن عبره من الوصول إلى بيروت بدلاً من الاعتماد على مطار رفيق الحريري الدولي.
ويسعى النظام بجدية لإعادة فتح المعبر عبر الضغط على المسؤولين العراقيين إلا إن جهوده باءت بالفشل حتى الآن. ومنها رسالة أرسلها وليد المعلم إلى نظيره العراقي آنذاك في حزيران 2018، طالب فيها العراق بإعادة فتح معبر البوكمال. جدد هذه المطالب، عماد خميس، رئيس وزراء النظام، وذلك خلال زيارة قام بها إلى العراق في 10 نيسان.
وهنالك ثلاثة مراحل للتطور السيطرة الإيرانية على البوكمال. الأولى كانت في تشرين الثاني 2017، عندما قيل إن قاسم سليماني أشرف على المعركة التي دارت ضد تنظيم "داعش" حيث أظهرت تسجيلات الفيديو صور له هناك.
بعد السيطرة الإيرانية، قامت المليشيات التابعة للنظام بالاشتباك مع المليشيات الإيرانية، وبلغ القتال ذروته في آب 2018، حيث تم تشكيل لجنة مصالحة بدأت عملها في أيلول لتهدئة التوترات.
شملت المليشيات الإيرانية، "حزب الله اللبناني، وحركة النجباء العراقية، وكتائب حزب الله العراقية، وكتبة فاطميون الأفغانية، ولواء زينبيون الباكستاني" في حين أن مليشيا النظام كانت تحت اسم قوات درع الأمن العسكري.
بدأت المرحلة الثانية في تشرين الأول، بعد ثلاثة أشهر من قمة هلسنكي بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث نشرت موسكو قوات عسكرية بالقرب من المعبر فيما حاولت طهران توسيع نفوذها تدريجياً من خلال التوترات الحاصلة مع موسكو. كما بدأ النظام الإيراني بتغيير التركيبة السكانية.
وعندما فرضت الولايات المتحدة العقوبات على إيران في تشرين الثاني، بدأت طهران بتعجيل عملية فتح المعبر.
ثم بدأت المرحلة الثالثة هذا الشهر، بعدما سيطرت طهران بالكامل على البوكمال وبدأت بفرض النظام في المنطقة.
بحسب المعلومات المتوفرة، سحبت إيران مليشيات "النجباء، وكتائب حزب الله، وكتيبة الفاطميون" باتجاه العراق، وأمرت بحل مليشيا قوات درع الأمن العسكري التابعة للنظام، والتي يقودها محمد الزرزور.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، سحبت موسكو الفرقة المدرعة الخامسة التابعة للنظام، وهذا يعني أن موسكو تخشى على سلامة هذه القوات بسبب التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران، وتسعى لتجنب أي اشتباكات بين نظام الأسد والمليشيات التي تدعمها إيران.
وأهمية معبر البوكمال، نابعة من كونه المعبر الوحيد المتوفر لإيران. حيث يخضع معبر التنف واليعربية لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة.
المصدر: أورينت نت