بلدي نيوز- فراس عزالدين
فتحت صحيفة الوطن الموالية للأسد، الباب مجدداً على ملف بيع "سوريا"، بعد الحديث عن أهداف شركة "دمشق شام القابضة"، في سقطةٍ جديدة من إعلام النظام، بحجة "الشفافية".
آخر من يعلم:
واعترفت صحيفة "الوطن" الموالية، أنّ أعضاء "محافظة دمشق" اعترفوا باجتماع لهم الأربعاء الماضي ،بأنهم آخر من يعلم بمهام ودور شركة "دمشق الشام القابضة" التي شكلتها المحافظة؛ لإدارة أملاك المحافظة.
وبحسب صحيفة "الوطن" فقد تساءل عضو مجلس محافظة دمشق، عبد الغني عثمان "لماذا حتى الآن لم يتم تخصيص جلسة لأعضاء المجلس للتعرف على شركة دمشق الشام القابضة؟".
ما اعتبره مراقبون سقطة جديدة يرتكتبها نظام اﻷسد؛ الذي دأب على تهميش أعضاء ومفاصل حكمه كلياً.
خصخصة ولكن...!
وكان أكد عضو محافظة دمشق، فيصل سرور، أن الغاية من "دمشق القابضة" تسهيل عمليات المناطق التنظيمية الجديدة، فيما علّق عضو مجلس المحافظة وعضو مجلس إدارة "دمشق الشام القابضة"، بلال نعال، على دور الشركة بالقول، "الشركة تملك خبرات ومرونة ما يجعل تعامل جميع القطاعات معها بشكل مختلف كونها تعتبر قطاعًا خاصًا".
ورأى محللون اقتصاديون أنّ حكومة اﻷسد تسير في مشروع خصخصة القطاع العام، عبر مراسيم تشريعية يقودها رأس النظام بنفسه.
غطاء المتنفذين:
بينما تؤكد المعيدة في كلية اﻻقتصاد سابقاً "أ.رندة" لبلدي نيوز:"أنّ حكومة النظام تسعى عملياً لتحويل أملاك الدولة إلى جيوب المقربين منها أو من حلفائها، وترسيخ فكرة قديمة أنّ سوريا مزرعة اﻷسد"، مستندةً بحسب قولها إلى الشخصيات القائمة على إدارة الشركة.
ويعتبر رامي مخلوف، ابن خال الأسد، أحد أبرز رموزها، بإدارته لعدة شركات منها "روافد" و"راماك للمشاريع"، إضافة لرجل اﻷعمال المقرب من إيران، سامر الفوز، الذي يتندر الشارع بالقول أنه خليفة اﻷسد.
مناطق بيعت للقابضة:
وللعام فقد تم تكليف إحدى شركات "دمشق الشام القابضة" من طرف محافظة دمشق بمهام إدارة المناطق التنظيمية في محافظة دمشق مثل؛ "ماروتا سيتي" (تعني بالسريانية السيادة والوطن) في منطقة المزة، والثانية تمتد من جنوب المتحلق الجنوبي إلى القدم وعسالي وشارع الثلاثين باسم “باسيليا سيتي” (وتعني الجنة)"، والثالثة حديقة الطلائع في أوتوستراد المزة، وحي الحمراوي الأثري في دمشق القديمة.
وهذا ما اعتبره محللون بناءً عصرياً فوق أنقاض السوريين، فضلاً عن لفتهم اﻷنظار إلى المسميات، السيادة والوطن، والجنة، وهي مصطلحات مفقودة بحسب الشارع في سوريا.
صلاحيات واسعة:
الملفت أيضاً؛ أنّ اﻷسد لم يمنح صلاحيات واسعة فقط لشركة دمشق الشام القابضة، بل أعفا الأملاك المنقولة إلى الشركة القابضة أو من الشركة القابضة إلى الشركات التابعة لها أو المساهم بها من جميع الضرائب والرسوم مهما كانت مسمياتها.
فالمنطقي؛ أنّ صاحب المزرعة الجديد ﻻ يدفع الضرائب لنفسه، ويسأل البعض، ما موقف موسكو وطهران مستقبلاً وهما يتنافسان على "العاصمة وما حولها"؟