بلدي نيوز- (فراس عزالدين)
استباحت الحرب التي فرضها نظام اﻷسد على السوريين جميع معالم حياتهم، ولم تسلم عاداتهم وتقاليدهم من ذلك، ولعل الطقوس الرمضانية في دمشق مسها الكثير من التغيير بدورها.
وتحدث "حسن" من أبناء مدينة دمشق لبلدي نيوز؛ "وجه دمشق تغير في رمضان منذ 9 أعوام، بما فيها الازدحام على الطرقات قبل اﻹفطار والمشاجرات بين سائقي السيارات، مظاهر تلاشت بسبب اﻷزمات وفي مقدمتها المحروقات التي جعلت العاصمة شبه خالية".
ويسخر حسن من الوضع بالقول؛ "هذا العام سنشتاق لعبارة اللهم إني صائم، فحتى اﻷسواق تبدو حركتها ضعيفة ولا يوجد شخص يسلم على الآخر؛ ﻷن الجيوب فارغة".
وبدوره الدكتور والباحث اﻻجتماعي محمد الشيخ أكد لبلدي نيوز، "أنّ مجمل العادات والتقاليد الرمضانية باتت من ضحايا الحرب".
ويفتقد أهالي دمشق إلى الكثير من الطقوس التي توارثوها عن أجدادهم، فالسيدة فاطمة تؤكد أنّ "التكريزة" باتت من الذكريات التي تحكيها لأبنائها لتبقيها حاضرةً في ذاكرتهم.
والتكريزة إحدى عادات الدمشقيين التي تحدث عنها، منير كيال، المؤرخ للتقاليد الشامية في كتاب "يا شام" الصادر عام 1984 وهي؛ نزهة (سيران) تقوم بها العائلات إلى خارج المدينة، وتحديداً حيث الخضرة والمياه، وتبدأ في النهار وتنتهي بعد العصر، آخر يومٍ من شهر شعبان، وهي بمثابة توديعٍ للهو إلى الطاعة.
ويشير الدكتور "محمد الشيخ" إلى أنّ "السكبة" من جملة العادات الرمضانية التي اختفت؛ كنتيجة منطقية للفقر وعدم معرفة الجار لجاره؛ بسبب بعض الدخلاء الذين استوطنوا في اﻷحياء القديمة".
والسكبة إحدى العادات الدمشقية المعروفة؛ حيث يقوم الجيران بإرسال ما تيسر على موائدهم لبعض، كشكلٍ من المحبة واﻷلفة والتراحم.