أزمة طبابة تجتاح الرقة وتهدد حياة آلاف المرضى
بلدي نيوز - الرقة (زين كيالي)
فُقدت معظم الأدوية والمستلزمات الطبية مؤخراً، من المراكز الطبية والصيدليات في محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، نتيجة عدم وصولها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة بريف حلب الشمالي، ما يجبر المرضى على دفع مبالغ كبيرة لمغادرة المنطقة لتلقي العلاج خارجها.
مكتب "أخبار سورية" نقل عن مصادر طبية في المدينة بأن أسباب فقدان الأدوية وانقطاعها تعود إلى منع المعارضة وصولها إلى مناطق التنظيم، بسبب استمرار المعارك بينهما في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى نقصان كمية الأدوية المستوردة وغيرها من المواد الطبية، بسبب تشدد السلطات التركية في السماح بعبور السيارات، تزامنا مع موجة النزوح الأخيرة إلى معبر باب السلامة الحدودي ومحيطه، بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على عدة مناطق شمال حلب، فضلا عن ذهاب قسم من الأدوية الداخلة إلى المخيمات الحدودية حديثة الإنشاء.
وأضاف المصدر أن من أبرز أسباب نقص الأدوية أيضا استهداف الطيران الحربي الروسي لشاحنات النقل على الطريق الواصل بين تركيا ومناطق سيطرة المعارضة، وبين الأخيرة ومناطق التنظيم بريف حلب والرقة.
إضافة إلى فرض حواجز قوات النظام أموال طائلة على مرور الأدوية من مناطق سيطرتها بدمشق وريفها وحمص إلى الرقة عبر موزعين كانوا ينقلونها، ومصادرتها لكميات كبيرة منها، ولا سيما المضادات الحيوية وأدوية الأطفال ومرضى القلب والمعقمات، فضلا عن المعدات الطبية التي تستخدم في الإسعافات الأولية.
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي المعارض محمد الحامد، بحسب ذات المصدر، أن معظم المرضى يضطرون لدفع مبالغ تصل إلى 200 دولار أميركي، أي ما يزيد عن مئة ألف ليرة سورية، للحصول على تقرير طبي، يسمح لهم بمغادرة مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق المعارضة، ومنها إلى تركيا أو مناطق سيطرة قوات النظام لتلقي العلاج.
وأشار المصدر إلى أن التنظيم عمّم مؤخراً على جميع الأطباء بمنع إعطاء تقرير طبي لأحد، إلا للضرورة "القصوى" مقابل المبلغ المذكور، ليسمح بعدها للمريض بالعبور عبر حواجز التنظيم العسكرية خارج مناطق سيطرته.
ولفت إلى أن قوات النظام منعت خلال الأيام الأخيرة دخول الأدوية نهائيا إلى مناطق التنظيم، مشددا على أن استمرار منع وصولها ينذر بـ"كارثة" صحيّة محتملة تهدّد حياة مئات الآلاف من السكان، وبخاصة بعد اقتراب المعارك من مدينة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا.