بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تختلف احتياجات الناس باختلاف الفصول؛ ففي إدلب تزداد اﻷعباء، ﻻسيما مع حلول فصل الصيف الذي يرافقه شهر رمضان المبارك.
تقول "حنان" ربة منزل؛ "كما أنّ للشتاء حضوره على جيوب الناس وأثره، فالصيف ورمضان ﻻ يقل عنه أثراً".
وتعلق السيدة "ثناء" وهي ربة أسرة من مدينة إدلب؛ "أصبح الصيف كابوساً هو اﻵخر، رغم أننا ننتظره طيلة الشتاء؛ لنتخلص من مشكلة التدفئة والبرد، لكن قدومه يفتح الجروح على حلم المؤونة التي يغيب معظمها من حياتنا".
وتلجأ الأسرة السورية عموماً إلى تخزين بعض المواد الغذائية أو ما يطلق عليه (المؤونة)، التي عادةً تتوفر في الصيف، وتكون قابلة للتخزين؛ كالبصل والثوم، والبامياء والملوخية والفول والبازﻻء، ثم أوراق العنب، إضافةً للمخللات والمربيات، فيما تبدو معظم اﻷسر غير قادرةٍ على تأمين وتوفير كامل تلك المتطلبات.
تكمل السيدة "ثناء" بقولها؛ "أصبحنا نشتاق لجلسةٍ عائلية نلتف حول الباذنجان لصناعة المكدوس، الذي تحول إلى عبءٍ وغاب عن معظم الموائد".
والمكدوس أكلةٌ اشتهرت في سوريا، مصنوعةٌ من الباذنجان والجوز والفلفل اﻷحمر وزيت الزيتون، ومع ارتفاع ثمن مكوناتها لم تعد تدخل الكثير من البيوت إﻻ نادراً.
فيما تحلم "أم كمال" وهي إحدى مهجرات الغوطة الشرقية، بصناعة المربيات من المشمش وغيره، وتبدو علامات الحزن باديةً على وجهها.
وﻻ يقف الموضوع عند ذاك الحد، فمجرد قدوم الصيف يعني بالنسبة ﻷبناء محافظة إدلب دخول أزمة المياه على الخط، حيث تتضاعف عادةً كمية اﻻستهلاك مقارنةً بالشتاء، وتبدأ تلك المعاناة بحسب بعض من استطلعنا رأيهم، مع بداية القيام بعمليات إزالة المدافئ والسجاد والملابس الشتوية، وهذه جميعها تحتاج إلى تنظيف وغسيل قبل ركنها إلى زاوية المنزل.
وبحسب "خالد" من مهجري ريف دمشق؛ فإنّ "حرارة الصيف تعني ضرورة تأمين الماء البارد والثلج، وتوفير بطاريات خاصة ومروحة للتبريد، فكيف إذا تزامن ذلك مع شهر رمضان".
من جهةٍ أخرى؛ يعلق "أبو أحمد" من مهجري ريف دمشق؛ "إنتهاء أزمة شراء الحطب أو المحروقات في الشتاء تنتهي في الصيف، لكن حرارة الجو تدفع بك لطلب اﻻستحمام يومياً، وغسيل الثياب، وهذا كله يعني استهلاكٍ كبير في الماء".
وتعتبر مسألة توفير المياه صيفاً معضلةً ماديةً لبعض العائلات الفقيرة التي تعتمد على استجلابها وضخها في خزانات المنزل عبر صهاريج الماء المتوقفة عند مداخل الأحياء، ويتراوح المبلغ الذي يدفع أسبوعياً ثمناً لـ 5 براميل ماء بألف ليرة سورية، وهذا عائدٌ ﻻستهلاك كل أسرةٍ وعدد أفرادها.
واقعٌ مرٌّ يعيشه أبناء محافظة إدلب، على أملِ أن تتغير اﻷحوال، أكفهم ترتفع إلى السماء طلباً للرحمة.