"العراضة".. تراث شعبي حاضر في ذهن الثورة - It's Over 9000!
austin_tice

"العراضة".. تراث شعبي حاضر في ذهن الثورة

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
شهد التراث السوري الشعبي ضموراً في السنوات العشر الأخيرة من حكم بشار اﻷسد، ﻻسيما العراضة الشامية؛ التي تحولت إلى أهازيج تمجد القائد الملهم.
لكن عبارةً كتلك التي تقول "صلوا على محمد… مكحول العين… ونير وغضير… وعادينا… وهيه!" ماتزال ماثلة في أفئدة بعض من عايش ذلك الزمن من أبناء الستينات وحتى الثمانينات.
ورغم أنّ العراضات الشعبية في المحافظات السورية مثل "دمشق وحماة وحمص"، لم تغب عن اﻷعراس وافتتاح المحال التجارية؛ إﻻ أنها انحسرت وباتت حكراً على أصحاب رؤوس اﻷموال أو العائلات الميسورة.
الثورة والعراضة
مع انطلاق الحراك الشعبي ضد النظام السوري، عادت تلك التقاليد واﻷهازيج الحماسية لتنزل مجدداً إلى الشارع، وتلهب القلوب، وتصدح بالعبارات والغناء الذي أصبح جزءاً من المشهد الحضاري للثورة السلمية السورية.
يقول الدكتور "محمد الشيخ" الباحث اﻻجتماعي؛ لبلدي نيوز: "أعادت الثورة السورية ألق العراضة في المحافظات، ويمكن القول أنها أحيت هذا الفلكلور ووضعته في مكانته الصحيحة".
أمّا "أبو زيد"؛ من مهجري ريف دمشق، وأحد ما يعرفون بالهتيفة أثناء الثورة، يقول؛ "الغناء يشعل حماس الشباب، ويشعرهم بالعزة، كما أنه يرجع بهم بالذاكرة إلى ماضيهم ويستنهض همتهم، من خلال جملة من الكلمات المرتبة في وقتٍ سابق، أو الارتجالية، حسب الحالة".
زيّ خاص
يقترن مسمى العراضة بنوعية خاصة من اللباس الموحد الذي يشمل الطاقية، والصدرية التي تلبس فوق القميص وتصنع من الصوف العربي ومن قماش لامع يصنع منه، السروال الأسود، الشال الذي يلف على الخصر وأحياناً يربط على الرأس لونه أبيض أو أسود، الكسرية، وتلبس في القدم وتكون مدببة الرأس وخفيفة ولونها أسود.
فيما يتراوح عدد أفراد فرقة العراضة ما بين الـ20 إلى 50 شاب.
أدوات موسيقية
تستخدم فرق العراضة أدواتٍ موسيقيةٍ خاصة؛ يقول عنها الدكتور، محمد الشيخ، أنها تزيد جمالية هذا التقليد، وتعطيه أبعاداً مختلفة، لما يحمله الصوت الصادر عن الطبول من دورٍ حاضر في إلهاب حماسة الشباب والرجال.
وبحسب "محمد القاضي"؛ أحد أعضاء فرق العارضات الشعبية قبل الثورة فإنّ اﻷدوات الموسيقية المستخدمة هي؛ "الطبل المصنوع من جلد الحيوانات، والصنجات؛ وهي عبارة عن ألواح دائرية نحاسية يحملها الشاب ويضربها ببعضها، كذلك المزمار أو المجوز أو الناي أو الاْربة وهي من الآلات النفخية".
إبراز القوة
تعتمد العراضة بالتزامن مع اﻷهازيج الخاصة، لوحةً فلكلورية عربية، تجمع بين القوة والتسلية، حيث تشكّل المبارزة بالسيف والترس واحدةً من أهم لوحاتها اﻻستعراضية.
وبحسب "محمد القاضي"؛ "تتزامن المبارزة مع إيقاعاتٍ خاصة للطبول، كلما ارتفع الإيقاع؛ حمي وطيس المبارزة، التي تكون وسط حشود المتفرجين، يحيطها مشاعل النار التي يحملها أعضاء الفرقة".
وأكّد القاضي؛ أنّ هذا الشكل من الاستعراض، لم يكن حاضراً في الكثير من التظاهرات إﻻ ما ندر، غير أنّ البدايات شهدت ما يشبهه في بعض المناطق".
ويجمع شباب فرقة العراضة بين براعة اللعب بالسيف وخفة الحركة في الرقص الفلكلوري، فضلاً عن حضور الكلمة اﻻرتجالية ذات المغزى والتأثير.
يقول الدكتور "محمد الشيخ"؛ "إنّ السيف والترس والراية والرمح، إحدى أبرز اﻷدوات المستخدمة في اﻻستعراض، وتحمل في داخلها دﻻﻻت القوة والمنعة، وإيحاءات نفسية خاصة".
أمّا "محمد القاضي" فيقول؛ بأنّ لتلك المبارزات تسمياتٌ خاصة، فالزخ، هو المبارزة بالسيف والترس، أمّا السبعاوية، فتعتمد على السيوف فقط".
ويضيف الدكتور؛ "تاريخياً تنوعت فرق العراضة وحملت مسميات المحافظات، كالحمصية والحلبية والحموية، لكن الشامية تبقى أكثر حضوراً".
ويرجع تاريخ بعض الفرق إلى ما يزيد عن مائة عام؛ ففي دمشق مثلاً، فرقة فرسان المحبة، بحسب ما يؤكد الدكتور.
رسائل حاضرة
ختاماً؛ تحمل العراضة بين ثناياها رسائل شعبية تجمع بين التراث العربي اﻷصيل، والحضور باﻷهازيج التي تقدم وجبةً من الإنشاد النقدي الساخر الذي يبرز أيضاً رجولة السوريين أو حتى لوحاتٍ فنية مسلية تعيد الفرحة واﻻبتسامة لاسيما في اﻷعراس.

مقالات ذات صلة

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي

صحيفة تركية: مفاوضات بين تركيا والنظام برعاية روسية بقاعدة حميميم

رأس النظام يعزل دفعة أخرى من القضاة

ماذا جاء فيها.. مباحثات عراقية مع نظام الأسد