بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
صعّد النظام السوري مؤخراً من كثافة نيرانه تجاه إدلب وريفها، وارتبط هذا التصعيد بين مؤتمرٍ قادمٍ على اﻷبواب، مع حديث تروج له روسيا والنظام عن قرب موعد اﻻجتياح الذي يروج له على الشمال السوري.
وعن علاقة التصعيد العسكري مؤخراً على إدلب واقتراب مؤتمر أستانا، يقول اﻷستاذ "محمود إبراهيم"، وهو مسؤول السياسات في مركز برق للسياسات واﻻستشارات، لبلدي نيوز: "ﻻ يوجد ارتباط مباشر بين ما يحدث على اﻷرض، وبين أي لقاءات سياسية تحدث خارج نطاق الميدان العسكري إذا صحت التسمية؛ كون الميدان العسكري هو الملعب الحقيقي الذي تتموضع فيه القوات الدولية أو اﻹقليمية من أجل أن تكسب نقاطا أكثر في أي مفاوضات قادمة، وعندما أقول قادمة، ﻻ أتحدث عن أستانا وﻻ جنيف، ما أتحدث عنه عملية تسوية ستفرض فيها القوى الدولية واﻹقليمية نقاط تموضعها، ونقاط قوتها عندما تحين الفرصة المناسبة لهذه اﻻتفاقيات".
ومن الناحية العسكرية، أكد مصدر خاص لبلدي نيوز؛ رفض الكشف عن اسمه، وهو قيادي عسكري سابق: "استبعد في المرحلة الحالية اجتياح إدلب"، مضيفاً؛ "ما يحصل مجرد مناوشات للضغط على تركيا لكسب نقاط معينة في المفاوضات معها، ومن جهة أخرى للضغط على هيئة تحرير الشام وبقية الفصائل".
وأضاف المصدر؛ "رغم عدم وجود توازن في القوة على اﻷرض، لكن النظام غير قادر على الدخول في مواجهة عسكرية حقيقية؛ المرحلة المقبلة تندرج ضمن كسب معركة اختراق داخل صفوف بعض الجماعات الجهادية؛ ﻹنهاء وجودها كأولوية، وفي مقدمة المستهدفين، (التركستان، حراس الدين)".
واعتبر المصدر أنّ المشهد على اﻷرض يسير باتجاه القبول بأيّ دورٍ تركي، وجميعنا يعلم أنّ اﻻجتماعات التي حصلت بين المندوبين اﻷتراك والقيادة في هيئة تحرير الشام منذ مؤتمر سوتشي، وجه فيها اﻷتراك رسائل واضحة، لهيئة تحرير الشام وبقية الفصائل، ملخص تلك الرسائل؛ أنّ نجاح سوتشي سيحمي المنطقة، ويجنب المدنيين الموت واﻻجتياح، وقدمت وقتها تركيا وعوداً صريحة عبر مندوبيها، أنها مستعدة لتقديم الدعم الذي يساهم في التصدي لأي حملة عسكرية من طرف نظام اﻷسد وحلفائه، في حال لم يلتزموا باﻻتفاق".
وأضاف "الكلام السابق له مدلولان، اﻷول؛ اﻷتراك لديهم فرضية مسبقة أو احتمال عدم نجاح سوتشي وقد تنهار كل المفاوضات، وقد يتم اجتياح إدلب، ثانياً؛ إدلب بالنسبة للأتراك خط أحمر؛ ولديهم استعداد للقيام بما يضمن بقائها تحت إدارتهم، أو ضمن نفوذهم؛ لهذا يمكن أن يقدموا الدعم".
واختتم المصدر بالقول "الجوﻻني متفهم الوضع، وهذا ما دفعه للسيطرة على إدلب ﻷنه يعرف أنّ اﻷتراك بمرحلة معينة قد يدعموا الفصيل المسيطر للتصدي لأي هجوم عسكري".
وفي الصدد؛ أكّد مصدر عسكري من هيئة تحرير الشام رفض ذكر اسمه لبلدي نيوز؛ "نحن مقبلون على مرحلة جديدة، ومن الممكن أن نستذكر فيها أيام الثورة اﻷولى؛ عندما كان السلاح متوفرا بكثرة، والفصائل متعددة". في إشارة إلى إمكانية تزويدهم بالسلاح عبر اﻷتراك.
وكانت كشفت الخارجية الروسية، أن دول مسار أستانا، تعتزم عقد اجتماع رفيع المستوى في 25 من شهر نيسان/ أبريل الحالي، في العاصمة الكازاخية، نور سلطان.