بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة)
تواصل مخابرات النظام والميليشيات الموالية لها الاعتقالات بحق مدنيين في المناطق التي خضعت لاتفاق التسوية جنوبي سوريا، بناء على إعداد موالين للنظام تقارير كيدية بهدف إلحاق الأذى بكل من أظهر تأييده للثورة.
وقال مصدر محلي لبلدي نيوز، "إن الموالين للنظام يقومون بكتابة تقارير (كيدية) ضد شباب ونساء من أهالي البلدات التي خضعت لاتفاق التسوية جنوب سوريا، في محاولة منهم للحصول خلالها على مكانة مهمة لدى مخابرات النظام".
وأضاف المصدر، أنه في حالات أخرى يكون الهدف من تلك التقارير، الانتقام من الأشخاص الذين كتبت ضدهم، وتعريضهم للاعتقال من قبل مخابرات النظام، الذي ينتهي بإثبات تلك التهمة غالبا.
وتتضمن تلك التقارير إلصاق تهم الإرهاب والتحريض ضد النظام، بالإضافة إلى اختلاق عشرات التهم غير الواقعية، ضد شبان مدنيين كانوا أو عناصر سابقين في فصائل المعارضة، أو حتى ضد كبار في السن ونساء.
ويتم نظام عمل تلك التقارير عن طريق كتابتها من أحد المدنيين في بلدات الخاضعة للتسوية، ورفعها إلى عنصر سابق في مخابرات النظام أو عضو في فرقة حزبية، يسمى مسؤول دراسات، يعمل على تدقيق تلك التقارير والتأكد منها، قبل أن يتم رفعها إلى أحد المفارز الأمنية التابعة لمخابرات الأسد.
وفي حال رفض مسؤول الدراسات لأحد التقارير فإنه يتم إلغائه وبالتالي عدم وجود الشخص الذي يرفع ضده التقرير ضمن دائرة الخطر، وأما في حالة وصول تلك التقارير للأفرع الأمنية التابعة للنظام، فإن أقل إجراء يتم بحق ذلك الشخص هو الاعتقال وخضوعه للتحقيق والتعذيب في أفرع مخابرات النظام.
ونتيجة خضوع تلك التقارير لرأي ما يسمى مسؤول الدراسات فقد تمكن الأشخاص الذين يعملون في هذا المنصب من تحقيق مكاسب مادية عبر تحول ذلك إلى سلعة لابتزاز المدنيين في تلك المناطق.
ونوه مصدر لبلدي نيوز بأن الاعتقالات التي تتم نتيجة تلك التقارير ينفذها عناصر تابعين لمخابرات النظام، أو في حالات أخرى يتم تنفيذ تلك الاعتقالات من قبل عناصر من فصائل المصالحة الذين انضموا لمخابرات النظام، وتتم تلك الاعتقالات بطريقة أقرب للخطف منها للاعتقال بشكل خفي، مما يزيد من الصعوبات أمام الأهالي لمتابعة أوضاع أبنائهم في حال تعرضهم للاعتقال، في ظل عدم تصريح تلك الدوريات أو الأشخاص عن أنفسهم خلال قيامهم بتلك الاعتقالات.