اللاجئ السوري.. ورقة انتخابية لأحزاب المعارضة التركية - It's Over 9000!

اللاجئ السوري.. ورقة انتخابية لأحزاب المعارضة التركية

بلدي نيوز - (لانا عبد الحميد)
تستعد تركيا لإجراء الانتخابات البلدية نهاية شهر مارس/ آذار ٢٠١٩، التي تتنافس فيها الأحزاب التركية للحصول على غالبية المناصب في عشرات البلديات الكبرى، وتعد الانتخابات الأولى في ظل النظام السياسي الرئاسي الجديد الذي أقر العام الماضي.
وأعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أنه سوف يخوضها بالتحالف مع حزب الحركة القومية تحت مسمى "تحالف الشعب"، بينما الأحزاب المعارضة كحزب "الشعب الجمهوري" تحالف مع حزب "الخير"، تحت مسمى "تحالف الأمة".
وتجري هذه الانتخابات لاختيار رؤساء ٣٠ بلدية كبرى، بالإضافة إلى ١٢٥١ عضو مجلس ولاية، و٢٠ ألف و٥٠٠ عضو مجلس بلدية.
وتسعى المعارضة التركية لإقناع الناخب التركي بأن وقت التغيير قد حان، بعد أن سيطر "حزب العدالة والتنمية" على كل المناسبات الانتخابية، إلا أن الأحزاب المعارضة لم تعزز لدى الناخب التركي سوى خطاب الكراهية للسوريين، ولا تملك ورقة تلعب عليها سوى اللاجئ السوري، وبأساليب التحريض والتعبئة.
يرى الحزبان المعارضان أن طرد اللاجئين السوريين هو جزء من الحل الاقتصادي لتركيا، حيث يتهمان الحكومة التركية بتحويل مخصصات الشعب التركي للسوريين، وتحميل المواطنين ضرائب كبيرة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس حزب "الشعب الجمهوري المعارض"، كمال كليجدار أوغلو: "توجد أموال لإنفاقها على السوريين، لماذا لا يوجد أموال لإنفاقها على المزارعين الأتراك؟"، في إشارة منه بأن الحكومة التركية تفضل السوريين على الأتراك، وهو ما نفاه مسؤولون أتراك مراراً.
بينما صرح مرشح "حزب الجيد"، أجدير دمِر في ولاية "غازي عنتاب" التي تضم نحو نصف مليون لاجئ سوري، في لقاء تلفزيوني مع قناة (ميغا) التركية، أنه سيقوم بإعادة السوريين إلى "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا في حال نجاحه بالانتخابات البلدية، وأضاف، "كانت هنالك حرب مشتعلة في سوريا، ونحن أهالي ولاية "غازي عنتاب" قمنا بواجبنا تجاه جيراننا السوريين، وفتحنا لهم أحضاننا وبيوتنا، ولكن اليوم أصبح في الداخل السوري مناطق آمنة، وفي حال نجاحنا في الانتخابات القادمة سنقوم بإرسال السوريين إلى المناطق الآمنة على دفعات".
بينما نشرت مرشحة "حزب الخير" المعارض لبلدية الفاتح، "إيلاي أكسوي"، ملصقا إعلانيا يحمل صورتها وكتبت عليه "لن أسلم مقاطعة الفاتح إلى السوريين"، في إشارة منها إلى انتشار اللاجئين السوريين في الفاتح، مما أثار غضب الأتراك نتيجة هذا التصريح.
وفي الصدد، قال الصحفي المختص بالشأن التركي "عبدالله سليمان أوغلو": إن "المعارضة التركية تستخدم وجود السوريين كورقة انتخابية لكسب أصوات بعض الكتل الناخبة التي تبدي انزعاجاً من وجود السوريين".
وأضاف، "تم استخدام هذه الورقة في 3 انتخابات برلمانية وواحدة بلدية، ولم تُجدِ نفعاً، وباءت المعارضة في كل مرة بالفشل والخسارة".
وعزا سليمان أوغلو فشل المعارضة إلى عدم امتلاكها برامج انتخابية حقيقية وجدية، تُقنع الناخب التركي بالتصويت لها رغم تحالف 4 أحزاب معارضة.
ونوه إلى أن الدعاية السلبية وتحميل السوريين وزر المشاكل في المجتمع التركي، قد يُقنع بعض الناس، ويؤدي إلى اتخاذ موقف سلبي وأحياناً عدواني ضد السوريين، لكنه بالمقابل يرى أن هذه الدعاية السلبية تجلب تعاطف كتل أخرى عند اتضاح الأكاذيب التي يختلقونها ضد السوريين وممارسة الدعاية والبروبغندا السوداء ضدهم.
وحسب رأي الصحفي سليمان أوغلو؛ فإن نتائج الانتخابات مهما كانت لن تغير من موقف الدولة التركية تجاه السوريين، لأن الانتخابات هي انتخابات إدارات محلية تملك سلطات تنفيذية محلية، ولا تملك سلطة القرار السياسي من قبيل إعادة أو طرد اللاجئين السوريين كما يروجون.
وعلى عكس أحزاب المعارضة، يقول "أيوب سيرمت"، وهو أصغر مرشح عن حزب "العدالة والتنمية" لبلدية "سلطان بيلي" في القسم الآسيوي من إسطنبول: "نعطي الخدمات لكل شخص يعيش على الأراضي التركية، ليس فقط للأتراك، نحن جاهزون لإعطاء الخدمات لهم".
ويضيف المرشح الذي درس اللغتين العربية والإنكليزية في الأردن في حديث لـ "TRT عربي": "نحن نزلنا إلى السوق ورأينا أن أكثر السوريين يعيشون في منطقة سلطان بيلي في القسم الأسيوي، نحن نعيش مع بعض مثل الإخوة، نحن الأنصار وهم المهاجرون، نطلب منهم الدعاء فقط، وفي منطقة "السلطان بيلي" ٦٠ بالمئة شباب وفكرهم مهم جداً لمستقبلنا ومصلحتنا واحدة للأتراك والسوريين والعرب، نحن نريد أن نكون أمة واحدة".

مقالات ذات صلة

وزير الدفاع التركي يحدد شروط بلاده لقبول الحوار مع نظام الأسد

وزير لبناني" اللاجئون السوريون أمام ثلاثة خيارات"

سفينة قبرصية ترسو في المياه الدولية قبالة ساحل طرابلس في لبنان،ما مهمتها؟

مرشح لرئاسة بلدية في تركيا يتوعد التجار السوريين بإغلاق محلاتهم

احتجاز شابين لبنانيين بتهمة تهريب سوريين إلى جزيرة قبرص

من سيحسم الخلاف حول بطاقات طالبي اللجوء" مسبقة الدفع "في ألمانيا؟