بلدي نيوز
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديداً خطيراً وعنيفاً على العالم على الرغم من فقدانه أخر معاقله في سوريا بعد سنوات من القتال.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في بقاء كبار قادة التنظيم على قيد الحياة، وكذلك في قدرته على القيام بتفجيرات على غرار التفجير الذي قام به في كانون الثاني، والذي أدى إلى مقتل 14 شخصاً من بينهم أربعة أمريكيين في منبج.
ويشهد التنظيم أسوأ حالاته منذ إعلانه الخلافة منذ خمس سنوات، بعد فقدانه السيطرة على جميع الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته في العراق وسوريا، وتراجع عدد المقاتلين الأجانب الذي كان يجندهم سابقاً.
ويرى الكثير من المحليين الذين درسوا التنظيم منذ صعوده في العراق قبل أكثر من 15 عاماً، على أنه اقوى بكثير مما كان عليه عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق في 2011.
واعتمد "داعش" على التكيف مع خسائره، وعاد إلى تكتيك حرب العصابات التي كان يستخدمها في الماضي، مثل الاغتيالات والتفجيرات والكمائن. ولا يزال يملك عشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا، وذلك بحسب تقديرات الجيش الأمريكي.
وما تزال الأرضي المحررة من قبضته غير آمنة حيث تنشط الخلايا النائمة. ويقدر عدد العمليات التي قام بها التنظيم منذ الصيف الماضي، بحوالي 250 عملية جميعها تمت خارج المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا.
ويكتسب التنظيم فعاليته من الأساليب الجديد التي تبناها والتي تعتمد على عمليات المراقبة المنهجية، والشبكات المستمرة التي تسمح له بشن هجمات على غرار تلك التي حدثت في منبح.
وقال (مايكل نايتس) الزميل في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" إن "عناصر داعش أدركوا أنه ليس عليك شن 6,000 هجوم شهريا. بل يتعين عليك قتل 50 شخص كل شهر".
وينشط عناصر التنظيم خارج الشرق الأوسط، حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير كنيسة في الفلبين في 27 كانون الثاني راح ضحيتها 20 شخصاً. وبحسب الإحصاءات شن التنظيم هجمات إرهابية في 25 دولة على الأقل، منذ العام 2017.
كان عدد مقاتلي "داعش" حوالي 700 مقاتل في 2011، بينما يقدر المسؤولون الأمريكيون والعراقيون عدد المقاتلين التابعين للتنظيم اليوم بالآلاف. أما أنصار التنظيم فيقدر عددهم بعشرات الآلاف منتشرين في سوريا والعراق.
بعد إعلان رئيس وزراء العراق أنداك (حيدر العبادي) النصر على التنظيم، شن مقاتلو التنظيم خلال الأشهر العشرة الأولى 1,271 هجوماً في العراق وحده.
وفي الأسابيع التي تلت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على "داعش" في كانون الأول، شن مقاتلو التنظيم 128 هجوماً على الأقل في سوريا.
وقال (تشاريلي وينتر) الزميل في "المركز الدولي لدراسة التطرف" التابع لـ "كينجز كوليدج" إن "هناك ميل متسرع لإعلان النصر بشكل سريع جداً، وفي وقت مبكراً للغاية.. قد يكون التنظيم أضعف في المدى المتوسط، ولكن من المستحيل أن يكون قد هزم".
المصدر: أورينت نت