بلدي نيوز – إدلب (معاذ العباس)
تكلمت دموع أم إياد قبل أن ينطق صوتها بالقول " لم نقدم لإياد ما يستحقه لأن وضعنا المادي لا يسمح لنا بأكثر من ذلك فهو على هذا الحال منذ ثماني سنوات وأمنيتي أن يكون إياد مثل باقي الشباب ويخدم نفسه بنفسه وأن تقدم له المساعدة لكي يكمل علاجه في خارج سوريا أو في تركيا لأنني أصبحت أعاني من الدسك وانزلاق الفقرات بسبب العناية به"
إياد ابن بلدة كفروما بريف معرة النعمان جنوبي إدلب قال في حديث خاص لبلدي نيوز " عمري 27 عام تعرضت لحادث سير، أدى لكسر في الرقبة وكسر في الأرجل ومن ثم إصابتي بشلل رباعي، بدأت بعد الحادث بالعلاج وأصبحت أتحسن وعندما دخل جيش الأسد وفرض الحصار أصبحت صحتي تتدهور والتقدم بالعلاج بدأ يتراجع ، وزاد الأمر سوء بالنزوح أكثر".
وقالت والدته لبلدي نيوز "بعد بدء بالعلاج تحسن وضعه الصحي ومع انطلاق الثورة وفرض قوات النظام الحصار على المدن توقف علاجه بعد إن تقدم بنسبة 15% ، ثم بعد ذلك أُجبرنا على النزوح فزاد وضعه سوء بسبب صعوبة تأمين الدواء ونقص الغذاء".
مسحت أم أياد دموعها من جديد بعد أن غاب صوتها بكمد وألم لتقول "لا حلم لدي أكثر من أن أرى إياد يخرج ويدخل كباقي رفاقه الذين تزوجوا وأصبح لديهم أطفال وأتمنى أن أزوجه وأرى أولاده ولكن بظل شلل يديه الاثنتين وشلل منتصف جسده هذا الأمر شبه مستحيل، إلا إذا وجد من أهل الخير من يقدم له المساعدة لأن علاجه ممكن ولكن خارج سوريا حسبما قال لنا الأطباء".
بدوره إياد قال "أنا اليوم لا أستطيع أن أتحرك واحتياجاتي كثيرة وحملي ثقيل، والدتي تسقيني الماء بيديها، وهي تحبني كثيرا وأنا أريد أن أشفى لعلي أردُ لها ما منحتني من طاقة عمرها، فقد أُصيبت بالدسك بسببي ولا تستطيع الخروج من المنزل من أجلي وكأني طفل صغير".
وأضاف "أصدقائي الكثير منهم استشهد والباقي إما سافر أو تزوج وأصبحت وحيدا ونادرا ما يزورني أحد منهم، وأمنيتي أن أحرك أصابعي لعلي أعيل نفسي وحسب الأطباء أن هذا الأمر ممكن بعملية جراحية".
الجدير بالذكر أن آلاف الشباب تعرضوا لإصابات مماثلة سواء بالشلل أو البتر جراء القصف أو صعوبة تأمين الدواء وإجراء العمليات الجراحية في ظل الحصار أو قصف المشافي وفقدان الأطباء المختصين بمثل هذه الحالات وربما تكون المساعدة بالمال أو بإخراجهم خارج سوريا سببا لشفائهم وإكمال حياتهم كباقي أقرانهم.