دمشقيون يدخلون قائمة الديون المعدومة - It's Over 9000!

دمشقيون يدخلون قائمة الديون المعدومة

بلدي نيوز - (ليلى حامد)
"صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك"، بتلك العبارة بدأ "أبو وائل" يشكو فاقته، وحال تجارته الراكدة، كما يصفها، حيث يخلو محله في ريف دمشق من احتياجات الزبائن الأساسية، فالكثير منها غير متوفر أو ثمنه مرتفع، وما بقي على الرفوف مجرد بضائع ضرورية كالدخان والرز، البرغل والعدس والزيوت ذات القيمة المنخفضة والنوعية الرديئة.
"أبو وائل" الستيني الذي آثر البقاء في بلدته قدسيا بالريف الغربي للعاصمة دمشق، يرفض أن يغلق محله الصغير الذي كان عامراً بكل ما يحتاجه زبائنه قبل الحرب، كما يقول.
ويعتقد أبو وائل أن البقاء في منطقته بعد خروج قوات المعارضة منها باتجاه إدلب، والعمل بالرزق القليل أفضل من مدِّ يده للغير في منطقةٍ ﻻ يعرفها، حيث اختار أن يُشرِعَ باب محله كل صباحٍ بما يستطيع استجراره من مواد استهلاكية، وأعشابٍ طبية كالعادة.
يقول أبو وائل لبلدي نيوز "البزورية مهنتي ورثتها كابراً عن كابر، الجميع هنا يعرفني، لكن الحال تبدلت عموماً؛ فالناس باتت غير قادرةٍ على سداد ديونها، ما يعني أنّ استجرار موادٍ جديدة تكلفةٌ خاسرة".
ويضيف بالقول "التجارة وإن كانت تحتاج إلى المخاطرة، لكنها أمام واقعٍ نعيشه اليوم تصبح تهلكة لمن قلبت الحرب حاله وحولته من خانة الدائن إلى المدين، فالزبائن عاجزون عن سداد ديونهم المتراكمة، اﻷمر انعكس على عملي، فالعمل كالعجلة والمال كما هو معلوم يدور من يدٍ إلى أخرى، والعجلة شبه معطلة، نعمل باليسير الذي يسدّ الرمق".
ﻻ ينفي أبو وائل وجود العائلات الموسرة، لكنه شخصياً خسر الجزء الكبير من ثروته وماله الذي يديره في السوق، وكغيره انقلب حاله إلى اﻷسوأ.
ويردف ساخراً؛ "الزبائن كما حال البلد أصبحت في قائمة الديون المعدومة، وشبه المشكوك فيها، كما يسميها أرباب المهنة والتجار".
يكمل "أبو وائل" حديثه؛ "خسرت رأسمالي المقدر بنحو 6 مليون ليرة سورية، وجزء كبير من الأرباح".
أما أبو "أبو حسن" الموظف الحكومي في اﻷربعينات من عمره، فيبلغ دخله الشهري 35 ألف ليرة سورية، يؤكد لبلدي نيوز؛ أنّ "مرتبه ﻻ يكاد يفي احتياجات أسرته، مما يجبره على اﻻستدانة ما يزيد عن ضعف راتبه، ليؤمّن حياةً بالحدود الدنيا".
ويقول أبو حسن لبلدي نيوز "يصلني من أخي في تركيا شهرياً 100$ حوالة مالية، تأخرها هو الذي يفرض عليّ اﻻستدانة، لكن ضمن حدود الحوالة طبعاً".
أمّا "أبو مأمون"، في الخمسينات من العمر، وصاحب سوبر ماركت؛ في منطقة الهامة بريف دمشق، فيؤكد لبلدي نيوز أنّ؛ "معظم التجار الذين يشتري منهم بضاعته مجبرين على البيع بالدين؛ خشية كساد بضاعتهم، ﻻ سيما تلك المعرضة لانتهاء الصلاحية".
اﻷستاذ "خالد السيد" معيد سابق في كلية اﻻقتصاد بدمشق، يرى أنّ "قدرة الناس على سداد التزاماتها في ضوء الظروف اﻻقتصادية الراهنة، وأمام غلاء اﻷسعار والمداخيل المتدنية والمحدودة تكاد تكون ضعيفة وفي حدودها الدنيا، كما أنّ الدخل ﻻ يتناسب مع حجم الإنفاق".
ويكمل بالقول "الجميع يعيش ضمن حلقة دائرية مفرغة، لكن لديهم أملٌ في تحسن الظروف وبالتالي؛ سداد ديونهم".
أبو وائل يتملكه الخجلٌ من مطالبة الدائنين، فحركة العجلة التجارية شبه متوقفة، ولوﻻ أنّ العمل يمنع من المذلة وسؤال الناس لربما ركن الجميع إلى بيوتهم أو باتت البلاد خاويةً على عروشها، كما يقول "أبو وائل"، الذي ختم مجدداً بالكلمة التي بدأ بها حديثه.

مقالات ذات صلة

مصدر يكشف فحوى الاتصال الذي دار بين الشيخ "حكمت الهجري" والسيناتور الأمريكي "فرينش هيل"

تقرير: أقساط نقل المدارس تتجاوز 3 مليون ليرة سنويا والتكاليف تحكم اختيار التخصص الجامعي

الاتحاد الأوروبي: مناطق النظام تواجه وضعا اقتصاديا صعبا

خبير اقتصادي: معالجة الوضع الاقتصادي في سوريا مسألة معقدة ولا حلول جذرية

صحيفة محلية: الحل السياسي مفتاح لتحسين الوضع المعيشي والرواتب في سوريا

محللون: دمج المصارف العامة في سوريا إجراء شكلي دون مضمون