بلدي نيوز- (أحمد العلي - محمد العلي)
صعدت قوات النظام من قصفها على ريفي حماة وإدلب، خلال الأيام الماضية في ظل مساندة روسية واضحة تجلت بقصف جوي من طائراتها بذريعة استخدام سلاح كيماوي في حلب، وهذا الامر زاد من المخاوف من نجاح النظام في التسريع بانهيار اتفاق التهدئة شمال سوريا.
هذا التصعيد أثار مخاوف الأهالي في المنطقة من انهيار الاتفاق، وسط غموض يكتنف الموقف التركي الضامن للاتفاق في مقابل تعامي الضامن الروسي عن انتهاكات وخروقات النظام المستمرة للاتفاق، ورمي الاتهامات على فصائل المعارضة ومشاركتها اليوم بالقصف وتنفيذ أول خرق جوي بطائرة روسية على ريف حلب.
وأرجع العقيد الطيار "مصطفى بكور" القيادي في جيش العزة، سبب تصعيد النظام والروس إلى توجيه رسالة روسية الى تركيا، بأن تقاربها الأخير مع الولايات المتحدة الأمريكية سيؤدي إلى خسارتها جزء كبير من مكاسبها في سوريا، إضافة لكونها رسالة إيرانية بأن الضغط الأمريكي و"الإسرائيلي" لإخراجها من سوريا لن يفلح وهي موجودة وقادرة على خلط الأوراق على الساحة السورية.
وأكد العقيد أن الخروقات هي محاولات من روسيا والنظام للضغط على بعض الفصائل الرافضة للاتفاق، ودفعها للرد على هذه الخروقات مما يؤدي الى تصعيد الموقف، وإيجاد مبرر لحصول اقتتال داخلي".
وأوضح أن التصعيد يهدف الى تحريض المدنيين ضد الفصائل لتوقيع مصالحات، وخاصة في ظروف الشتاء القاسية غير المناسبة للنزوح والتشرد، مشيراً إلى أن بعض الفصائل سترد بطرق مختلفة ومنها العمليات النوعية على شاكلة عملية حاجز الترابيع وغيرها.
ولفت المتحدث لبلدي نيوز، إلى أن الخروقات لم تتوقف على مختلف المحاور منذ بدء تطبيق الاتفاق وبشكل دائم، وبأن صمود اتفاق "سوتشي" مرتبط بالرغبة الدولية بالمحافظة عليه، ورغبة روسيا وتركيا في تطويره والمحافظة عليه.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب "ناجي مصطفى"؛ إن قوات النظام تواصل خرقها لاتفاق "سوتشي"، على شكل خروقات بسيطة، وأخرى عنيفة تجلت باستهداف القرى والمدن تسببت بوقوع شهداء مدنيين، أبرزها مجزرتي "الرفة وجرجناز"، فضلا محاولات التسلل على المحاور العسكرية مثل العملية على محور الزلاقيات التي أدت لاستشهاد أكثر من عشرين مقاتلاً من جيش العزة.
وأضاف المصطفى في حديث لبلدي نيوز؛ إن الجبهة الوطنية للتحرير سعت للحفاظ على سريان الاتفاق، وأكدت على حق الرد عبر استهداف المواقع العسكرية لقوات نظام الأسد والميلشيات المساندة له، كرد على عمليات القصف التي تطال المدنيين، كما عبرت عن التزامها بالرد على هذه الخروقات في الوقت المناسب والآلية المناسبة، بوضع خطة عسكرية للرد على أي خرق بقصف مصادر النيران.
وأشار إلى أن المسؤولين في حكومة الأسد وروسيا واصلوا حديثهم منذ بداية تطبيق الاتفاق عن عدم رضاهم ببنود الاتفاق، وسعوا لتقويضه عبر تكرار الخروقات العسكرية في عدة مناطق بأرياف حماه وإدلب وحلب.
وتعددت الخروقات التي ترتكبها قوات النظام على خطوط النار لتطال المدنيين، وتوقع العديد منهم بين شهيد وجريح في عدة مناطق، كان أبرزها قصف بلدة "جرجناز" وارتكاب مجزرتين بحق المدنيين، ومجزرة قرية "الرفة"، وقصف بلدات "التمانعة وسكيك وكفرزينا واللطامنة" وبلدات ريف حلب دون أي رادع.
وبدأ تنفيذ اتفاقية "خفض التصعيد" المبرمة بين تركيا وروسيا في منتصف شهر تشرين الأول الماضي، وقامت فصائل المعارضة بسحب عتادها المدفعي من المنطقة منزوعة السلاح بعمق 15 كم في المناطق المحررة، المنصوص على إقامتها بحسب الاتفاقية السابقة، والتي بدورها تعد المنطقة الأكثر تعرضاً للخروقات.