بلدي نيوز - حلب ( عبد الكريم الحلبي)
منذ قرابة عامين سيطرت قوات النظام وميليشات إيران على مدينة حلب بالكامل، بعد تعرض المدينة لحملة شرسة وحصار خانق وقصف عنيف بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والآليات العسكرية مما أدى لارتكاب مجازر شنيعة بحق المدنيين وسقوط مئات الضحايا، وتدمير البنى التحتية في الأحياء الشرقية المستهدفة، وانتهت الحملة بتهجير المدنيين والمقاتلين إلى ريف حلب وإدلب المحرر.
منذ سيطرة النظام وحلفائه على مدينة حلب لم تتحسن أوضاع المدنيين، بل تزداد سوءا يوما بعد يوم، فما زالت حملات الاعتقال مستمرة حتى الآن والتي تطال كبار السن وطلاب الجامعة وفق ما أفادته مصادر محلية.
وأضافت المصادر أن قوات النظام منذ قرابة شهر تشن حملات اعتقال تستهدف بها الشبان، بهدف سوقهم الخدمة الإلزامية بالإضافة إلى نشر حواجزها في الأحياء الشرقية كحي "الشعار والصالحين" لملاحقة الشبان، ويحاول العديد من الشبان الهروب من المدينة عن طريق مهربين يعملون مع الشبيحة وحواجز الأمن على أطراف المدينة، حيث وصلت تكلفة الخروج من المدينة إلى 1500دولار للشخص الواحد.
لم يتوقف الأمر عند الاعتقالات فقط بل إن الوضع يسوء أكثر فأكثر من خلال الفوضى والفلتان الأمني المنتشر في مدينة حلب وبالأخص في الأحياء الشرقية، حيث ترتكب جرائم بشعة ضد المدنيين والأطفال، وطرد السكان الأصليين من منازلهم لإعطائها لمهجري بلدتي كفريا والفوعة المواليتين، بالإضافة إلى عدم تأمين الخدمات الحياتية اللازمة كالمياه والكهرباء وعدم وصولها إلى الأحياء الشرقية.
في السياق ذاته، أزالت قوات النظام شوارع بأكملها بذريعة تفجير وتحييد خطر مخلفات الحرب في المدينة.
وأفاد مصدر خاص أن قوات النظام بدأت بإزالة شوارع أحياء السكن الشبابي والطراب وحي مساكن هنانو والحيدرية وبعيدين بالاضافة إلى شوارع في حي الميسر وضهرة عواد والجزماتي، بحجة وجود مخلفات حرب وألغام وتفجيرات.
ونوه المصدر أن السبب الحقيقي لإزالة الشوارع مجهول إلى الآن، حيث تقوم قوات النظام بإعلام المدنيين الذين يقطنون في تلك المناطق بموعد التفجير لإخلاء البيوت بشكل مفاجئ وغير مفهوم.
فمنذ عامين شهدت الأحياء الشرقية عمليات هدم طالت العديد من البيوت والأبنية السكنية في حي "السكري والفردوس" بحجة السكن العشوائي وملكية بعض المنازل للثوار دون تعويضهم بمنازل أخرى رغم قطع وعود عديدة من النظام بتعويضهم.
أما عن حال المدنيين داخل المدينة؛ فهناك خوف شديد من أي تحرك يقوم به المدني خشية الاعتقال والضرب والشتم دون أسباب مقنعة.
ففي حي النيرب كتب على جدران إحدى المدارس في الحي عبارات تحيي فصائل الجيش الحر، مما أثار جنون قوات النظام فشنت من خلالها حملة مداهمة وتفتيش منازل المدنيين المتواجدين داخل حي النيرب خلال الاشتباكات الدائرة بين شبيحة آل بري وميليشيات كفريا والفوعة.
فيما وثق مركز نورس للدراسات في الفترة الماضية ٢٧ جريمة اغتصاب بحق الأطفال وهي الحصيلة التي كشفت وتم الإبلاغ عنها في مدينة حلب خلال الشهرين الماضيين فقط.
ففي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة اغتصاب الاطفال وخطفهم وقتلهم من قبل عنصر من المخابرات الجوية يدعى "احمد مزنزة" ومساعده "عمار فاعوري بعد إقدامهما على قتل طفلين لا يتجاوز أعمارهما 14 عاما في حيي سيف الدولة وشارع الحريري في المدينة، وفق ما نشرته صفحات موالية للنظام منها شبكة أخبار حي الزهراء.
وأشارت صفحات أخرى أن المجرم "مزنزة" اغتصب عدة أطفال تحت تهديد السلاح من أبناء مدينة حلب.
كما نوهت الصفحات أن مساعد المجرم "فاعوري" والذي يعمل لدى ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام اعتدى على أربعة أطفال واغتصب طفلتين جميعهم دون سن العاشرة في مدينة حلب، وذلك ضمن تحقيقات أجرتها أجهزة الأمن التابعة للنظام.
يقول المصدر "أصبحت مدينة حلب غابة من الذئاب في ظل سيطرة النظام عليها منذ قرابة عامين، وما زال الخوف يسكن بداخل المدنيين خشية على أفراد عائلاتهم من خطف وقتل واغتصاب بعد الحوادث والجرائم التي يرتكبها عناصر وميليشات نظام الأسد، رغم وعوده بتحسين أوضاع المدنيين وبث الأمن والأمان في المدينة".