بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
تأثرت جميع قِطاعات العمل في الشمال السوري، بارتفاع سعر مادة المازوت إلى مستوى قياسي في عدة أيام، وطال القطاع الزراعي في ريف حماة الضرر الأكبر، لاسيما مع شروع المزارعين بتهيئة حقولهم استعداداً لزراعة محصولي القمح والشعير.
وقال الحاج "جاسم العلي" وهو صاحب حقل يتجاوز المئة دونم لبلدي نيوز: "إن المزارع الأكثر تضررا من ارتفاع سعر مادة المازوت التي تعتبر عصب عمله والمتمم لإنتاجية محصوله سواء من حراثة الأرض وتهيئتها ومرورا بالري وانتهاء بالحصاد".
وأضاف "جهزت مبلغ 180 ألف ليرة سورية، قبل ارتفاع سعر مادة المازوت، كأجور آليات زراعية لتهيئة الأرض وحراثتها، كما رصدت مبلغا لثمن بذار القمح، أما اليوم بعد ارتفاع سعر ليتر مادة المازوت إلى 300 ليرة سورية، ارتفعت معها أجور الحراثة والتهيئة لتلامس سعر الـ 3000 ليرة سورية للدونم الواحد مما يعني ان المبلغ الذي رصدته لشراء البذار سوف أدفعه أيضا أجور آليات فقط".
بدوره، أكد المهندس الزراعي غسان عبد الجبار لبلدي نيوز "أن ارتفاع ثمن الديزل سينعكس سلباً وبشكل كبير على واقع الزراعة في ريف حماة، حيث سيضطر أكثر من 30% من المزارعين إلى العزوف عن الزراعة أو تأجير أراضيهم للغير بسبب ارتفاع تكاليف الحراثة والبذار الذي تأثر هو الأخر وارتفع سعر نقله وبالتالي التبعيات كلها ملقاة على كاهل المزارعين".
وأشار إلى أن معظم العوائل العاملة بمجال الزراعة بريف حماة كانت نازحة لأكثر من خمس سنوات، حيث استغلت تلك العوائل الهدوء النسبي في الفترة الأخيرة وعادت لتنفض غبار الحرب عن منازلها المدمرة وبلداتها الفاقدة للبنى التحتية بشكل كامل لتصطدم اليوم بارتفاع سعر مادة المازوت وتبعاتها.
وشهدت مادة المازوت في الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً من 40 إلى 60 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد، وسط توقعات بأن يتخطى البرميل حاجز الـ 100 ألف ليرة سورية، بسبب ما يتردد عن عمل تركي مرتقب شرق الفرات ضد "قسد" وما سيرافقه من قطع لطريق المازوت الوحيد من مناطق منبج نحو الشمال السوري.