بلدي نيوز
ينظر المحققون الفرنسيون بريبة إلى مواطنهم لطفي صولي (50 عاما) ويتوجسون من عودته وابنيْه من القتال بسوريا، لعدم تبيّن خلفيات هذه العودة، وما إذا كانت في سياق التخطيط لهجمات على الأراضي الفرنسية.
وفي وقت متأخر أمس الجمعة، أصدرت محكمة بباريس حكما بالسجن عشر سنوات على الأب، وثماني سنوات على ابنه البكر كريم (23 سنة)، في حين سيمثل الابن الثاني (15 عاما) أمام محكمة الأطفال في 16 تشرين الأول.
لطفي -المواطن الفرنسي ذو الأصول التونسية- متخصص في أنظمة شبكات الاتصال، وشغل لمدة 18 شهرا منصبا كبيرا قد يصل إلى درجة "وزير" في تقنيات الاتصال لدى تنظيم داعش في الرقة بسوريا، حسب ما نقلته صحيفة "لوموند" من وقائع المحاكمة.
في تشرين الأول 2013، قرر صولي -الذي كان يدير مؤسسة تدر عليه دخلا جيدا- مغادرة فرنسا رفقة ابنيه، ليلتحق بصفوف تنظيم داعش في سوريا. وبحسب المحققين الفرنسيين، فإنه جنح "للتطرف" منذ سنوات عديدة، وكان يبدي "إعجابا" بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وبحسب لطفي صولي، فإنه ظن أنه سيلتقي بصديق ابنه (أنس. ب) في تركيا، ولما لم يجده قَبِل "دعوة" لعبور الحدود السورية، ليجد نفسه في الرقة باحثا عن هذا الشاب الذي قيل إنه قُتل في إحدى المعارك.
لم تقنع هذه الرواية المحققين الفرنسيين، لأن صولي اتصل بأحد أصدقائه في فرنسا وتحدث معه عن "تدريبات" يقوم بها في الرقة، غير أن المتهم قال إنه اضطر لتقديم خدماته لتنظيم داعش بعدما وقع في قبضته، وذلك حفاظا على حياة ابنيه.
وفي عام 2015، سعت العائلة للعودة إلى فرنسا، وهذا ما جعل المحققين مرتابين من الدوافع الحقيقية وراء هذه الرغبة، ولا سيما أن التنظيم كان حينها يعيد المقاتلين الفرنسيين إلى بلدهم للتحضير لهجمات.
وبحسب صولي، فإنه أثناء معركة بين تنظيم داعش وقوات النظام في الرقة، قام المتهم "خطأ" بتفعيل شبكة الاتصالات، وهذا ما جعل التنظيم يتكبد خسائر كبيرة بما في ذلك إصابة أبو بكر البغدادي، بحسبه.
وتابع قائلا إن هذا الخطأ كلفه السجن لسبعة أشهر أو ثمانية، قبل أن يتمكن من الهرب عبر بعض معارفه.
وعند توقيف الأب وابنيه في تركيا في أيار 2015، عثر المحققون على مبلغ قدره عشرة آلاف يورو، إضافة إلى وثائق حول صناعة الطائرات المسيرة (الدرونز) وخرائط ملاحة جوية.
وربط المحققون بين ما وجدوه لدى الأب وابنيه وما اكتشفوه بعد ذلك من بحث المتهمين في خرائط غوغل وأماكن أخرى، دون التحقق مما إذا كان ذلك يهدف للتخطيط لهجمات، فيما يقول الابن البكر كريم إنه كان يهوى اللعب ببرامج محاكاة الطيران.
المصدر: لوموند الفرنسية