بلدي نيوز- (شحود جدوع)
يواصل نظام الأسد إرسال التعزيزات العسكرية الى مناطق مختلفة على تخوم المناطق المحررة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية وحلب، ويترافق إرسال التعزيزات مع حملة إعلامية لوسائل إعلام النظام تروّج لهجوم بري على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري.
ويتزامن إرسال الحشود العسكرية مع اجتماعات بين وزيري الخارجية التركي والروسي والتصريحات التي أظهرت التوافق الروسي التركي على مصير مناطق المعارضة في إدلب وريف حماة وريف اللاذقية وريف حلب الغربي، ومصير المدنيين المقيمين فيها.
مراقبون ومحللون يرون على ضوء الاجتماع الأخير والتوافق الحاصل بين تركيا وروسيا بأن نظام الأسد، يحاول إظهار نفسه بأنه يملك قرار الحرب على الشمال السوري، وذلك باستمراره في عمليات التعزيز وإرسال القوات، إلا أن جميع المعطيات الدولية والداخلية تشير الى عدة سيناريوهات قد تشهدها المنطقة.
أولى الاحتمالات أن نظام الأسد ومنذ خمسة أشهر أنشأ السواتر والخنادق خلف مناطق التماس مع مناطق المعارضة بعمق يصل إلى ٨ كم في بعض المناطق كمحيط محردة وقمحانة بريف حماة، وعلى مسافة تتراوح بين ٢ إلى ٤ كم في المنطقة الواقعة شرق سكة الحجار تماما، وذلك يوحى بأن نظام الأسد يستشعر بقدوم عمل عسكري مضاد لذلك رسم حدود افتراضية جديدة خلف مناطق سيطرته الحالية ينسحب إليها ويتوقف عندها في حال هوجم من قبل فصائل المعارضة.
أما الاحتمال الثاني، حسب اتفاقات أستانا، التي أفضت إلى تثبيت مناطق خفض التصعيد وعلى وجه الخصوص منطقة خفض التصعيد الرابعة، التي تنص على وضع نقاط مراقبة روسية تناظر نقاط المراقبة التركية، وما يعيق ذلك وجود الميليشيات المحلية الموالية لإيران، التي تعمل تحت تسمية (مكتب أمن الرابعة) وتستلم مناطق المعابر والتهريب، وهذا ستعيق انتشار النقاط الروسية وفتح معابر رسمية بإشراف شرطتي النظام وروسيا واستجلاب التعزيزات للجم وإزاحة ميليشيات "أمن الرابعة" من مناطق التماس.
أصبح لدى نظام الأسد تضخم كبير بعد انضمام الآلاف من المصالحين الجدد لقواته وينوي توزيعهم على مناطق التماس مع المعارضة لإشغالها أولاً ولإبعادها عن معاقلها الأساسية والاستفراد بمناطق المصالحات وهذا ثالث الاحتمالات.
ويأتي الاحتمال الرابع بأن لدى النظام نية بالتصعيد البري والجوي على المناطق المحررة، للضغط على الحاضنة الشعبية ومضاعفة الضغط على نقاط المراقبة التركية من قبل أهالي المناطق المحررة.
ومن السيناريوهات المحتملة أيضاً، هو نوايا النظام بنقل قواته الموالية لروسيا إلى دير الزور لمتابعة الحرب مع التنظيم وإقصاء فيلق ولواء القدس والحشد الشعبي العراقي من واجهة الأحداث في ديرالزور، ويترتب عليه قبل الذهاب قفل وتأمين مناطق التماس مع المعارضة والقيام بحملة عسكرية تهدف لسحب السلاح من الميليشيات الموالية لإيران في الساحل، والتي من الممكن أن تسبب له ولروسيا تهديدات كبيرة في حال الاصطدام بشكل مباشر مع ميليشيات شيعية إيرانية وعراقية في دير الزور.
ويدعم الاحتمالات السابقة التراشق الإعلامي بين حلف روسيا من جهة والحلف الغربي من جهة أخرى، الذي يتزامن مع استنفار قاذفات استراتيجية أمريكية في قطر وبوارج أمريكية في الخليج العربي وتهديدها لنظام الاسد في حال استخدم السلاح الكيماوي ضد مناطق المعارضة، وكما يتعارض مع العمل العسكري الذي يزعم نظام الأسد شنه على الشمال مع عمل روسيا في ملف إعادة اللاجئين السوريين والذي لازالت ترفضه الدول المستقبلة للاجئين وعلى رأسهم دول الناتو.