بلدي نيوز - إدلب (محمد العلي)
تداولت صفحات وموقع موالية لنظام الأسد مقاطع فيديو لأرتال عسكرية تم نشرها على أنها متجهة إلى محيط إدلب بهدف فتح معركة لاستعادتها.
نشطاء ومتابعون سخروا من نشر هذه الفيديوهات كونها قديمة ومنها ما يعود لأكثر من سنتين، ومنها ما تم التعرف عليه من حيث المكان كجبهات ريف حمص ودير الزور، ومن هذه الأرتال ما تم تدميره على أيدي فصائل المعارضة.
وتتزامن إعادة نشر فيديوهات لهذه الأرتال مع انتشار مروجي المصالحات ضمن خطة تنتهجها قوات النظام في نشر مثل هذه التهديدات أو إلقاء مناشير ورقية تحمل ذات الرسالة على مناطق متفرقة من إدلب.
فصائل المعارضة كشفت الستار عن جزء من طاقتها البشرية وتحضيراتها لأي سيناريو قد يحصل؛ ففي الجانب المحرر أعدت الجبهة الوطنية للتحرير قوة عسكرية تحت مسمى "الوحدة 82"، كما أعدت هيئة تحرير الشام وحدة عسكرية تحت مسمى "العصائب الحمراء".
وبحسب الاعلام العسكري الثوري؛ فإنّ هذه الوحدات ذات كفاءة قتالية فائقة ومجهزة لخوض معارك باستراتيجيات مختلفة، وطبيعة جغرافية متنوعة، ويتم العمل على تطوير هاتين الوحدتين لتكونا قلب الهيكل العسكري والقوة الضاربة لكل من الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام. وأفاد مصدر عسكري مطلع لبلدي نيوز أنّ الجاهزية القتالية على كافة الجبهات على أهبة الاستعداد، وتم مؤخراً تحصين المناطق التي قد تستغلها قوات النظام وميليشياته بحقول من الألغام وحفر خنادق ورفع السواتر الترابية، كما دربت الفصائل خلال الأشهر الأخيرة آلاف المقاتلين على خوض معارك في ظروف عسكرية قاسية، وتلقوا تكتيكات واستراتيجيات وفق أحدث النظم العسكرية.
ودار جدلٌ واسع حول مهام نقاط المراقبة التركية المنتشرة في أرياف حلب وإدلب واللاذقية ودورها في حماية المناطق التي من المفترض أن تكون مناطق آمنة وفق اتفاق خفض التصعيد الذي تم عقده في أستانا بين أبرز الدول المعنية بالملف السوري (تركيا - روسيا - إيران)، مما دفع بقيادة النقاط التركية بعقد اجتماعات مع الفعاليات المدنية والسياسية في مناطق مختلفة من محافظة إدلب طمأنوا فيها الأهالي وأكدوا على عدم سماحهم بأي عمل عسكري يطال محافظة إدلب.
وفي وقت سابق صرّح "نذير علوش" عضو الهيئة السياسية في محافظة ادلب لبلدي نيوز عقب اجتماعهم مع قيادة نقطة المراقبة التركية بالقرب من مدينة جسر الشغور غربي إدلب "قدمنا للضباط الأتراك عدة أسئلة تتعلق بمخاوف الأهالي من اقتحام النظام للمنطقة، حيث أكدوا لنا أنهم نشروا نقاط المراقبة التركية داخل الأراضي السورية، وعلى خطوط التماس مع قوات النظام لحماية أهالي المنطقة، ولو كان النظام سيدخل المنطقة لما قمنا بتثبيت نقاط المراقبة فيها".
ونقل علوش عن الضابط التركي قوله؛ "النظام يلجأ إلى الإشاعات لتخويف الناس"، مشيراً إلى أن الفصائل العسكرية تجري التحصينات اللازمة وهي مستعدة للتصدي لأي تحرك سيقوم به النظام في المنطقة، وعليكم أن تخبروا الأهالي أن يبقوا في منازلهم.
وقال إن الضابط التركي أكد من جانبه، أن نقطة المراقبة تقوم بتسجيل كافة الخروقات التي تقوم بها قوات النظام بقصف المنطقة بالقذائف الصاروخية والمدفعية وجميع أنواع القصف، وإرسالها بشكل مباشر للقيادة في تركيا لإيصالها إلى الحكومة الروسية، بوصفها أحد الأطراف الضامنة لخفض التصعيد".
عسكرياً، قال النقيب المنشق عن قوات النظام أكرم القاسم" أنّ قوات نظام الأسد و الملشيات المساندة لم تكن لتسطير على أي بقعة جغرافية محررة لولا عقد المصالحات وتقديم التنازلات واختراق الصفوف الأولى للفصائل العسكرية في تلك المناطق؛ فكمية ونوعية العتاد الذي كان متوفراً بحوزة مقاتلي تلك المناطق كان قادراً على حمايتها لسنوات عدة وتكبيد القوات المعادية خسائر فادحة وإنهاكه مرة بعد مرة لو استخدمت هذه الأسلحة بشكل دفاعي صحيح يتناسب مع طبيعة كل منطقة وهذا ما تعمل عليه الفصائل الموجودة في محافظة إدلب من تحصين الجبهات وملاحقة مروجي الهدن والمصالحات".
و أضاف القاسم "من الطبيعي بعد تفرغ قوات النظام من القتال على عدة جبهات كجبهات درعا وأرياف دمشق وحمص، أن تزّج بعناصرها على أطراف إدلب ولهذا عدة أسباب منها "منع أي تقدم لفصائل الثورة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها النظام، ومنها ما يدفعه لزج المرتزقة الذين امتهنوا الفساد والسطو والأعمال اللاأخلاقية خارج المدن الموالية، لعدم قدرته على ضبط هذه الميليشيات والأعمال التخريبية التي قد يرتكبوها مما يدفع بالشارع المؤيد للنظام لتغيير مواقفه.