بلدي نيوز - (محمد الشمالي)
عملت إيران منذ بدء تدخلها لصالح النظام في سوريا، في بدايات الحراك الشعبي، على توسيع نفوذها في مختلف المناطق عبر تجنيد الميليشيات الشيعية من جنسيات مختلفة، ودفعها للتوجه إلى سوريا مستخدمة بذلك وسائل وحجج عديدة تحت مسمى حماية المقدسات الشيعية.
وبعد التجييش المذهبي الذي اتبعته إيران لحث اتباعها على التوجه للقتال في سوريا، كان لـ "المظلوميات" في المناطق الشيعية الرئيسية كـ "نبل والزهراء" ومن ثم "كفريا والفوعة" دور أساسي في الشحن الطائفي والمذهبي واستقدام المزيد من الميليشيات الشيعية إلى سوريا.
ومنذ 2015 إبان حصار بلدتي "كفريا والفوعة"، استخدمت إيران قضية حصار البلدتين و"مظلوميتهما" كورقة بيدها جيشت لأجل فك الحصار عنهما آلاف المرتزقة الشيعة من دول ومناطق عدة، وتوعدت بفك الحصار عنها لمرات إلا أنها لم تفعل، واستخدمتهم كورقة تفاوض بها وتستخدمها في كل عملية سيطرة على مناطق ذات نفوذ استراتيجية لها، لاسيما منطقتي غربي دمشق والقملون التي أفرغتهما من سكانهما وفرضت وجودها بشكل كبير هناك.
ولطالما عولت هذه الميليشيات في بلدتين "كفريا والفوعا" على إيران ووجدت فيها المنقذ الوحيد، وأنها هي الوحيدة القادرة على فك الحصار، تكشف الأمر إبان معارك "العيس" والتي أظهرت أن إيران لم تكن جادة في التقدم نحو البلدتين بقدر سعيها للسيطرة على التلة الاستراتيجية وكشف المنطقة.
وخلال معركة شرقي سكة الحديد، في كانون الأول من العام الماضي، عاد الأمل لدى هذه الميلشيات في أن فك الحصار عنهم بات قريباً، وباتوا ينتظرون توجه قوات الأسد وإيران إليهم بعد وصولهم مطار "أبو الظهور" العسكري وتوجههم غرباً، إلا أن القوات سرعان ماتوجهت من "تل الطوكان" باتجاه جنوب حلب، الأمر الذي أصابهم بخيبة الأمل من جديد.
ومع طول أمد الحصار، ودخول إدلب في سياق اتفاقيات خفض التصعيد ودخول القوات التركية، ادركت الميليشيات الشيعية في البلدتين أنها كانت مجرد ورقة استخدمتها إيران لمرحلة ما، مكنتها من بسط نفوذها في مناطق استراتيجية في دمشق ودير الزور وحلب، وغدرت بميليشياتها وتركتهم ضحية التفاهمات الدولية.
وبات خيار هذه الميليشيات الوحيد، إما الخروج بحافلات التهجير أو مواجهة عملية عسكرية لن تقوم إيران بمساندتهم ولا طائرات روسيا، بحسب التلميحات التي وصلتهم من مصادر عدة، دفعتهم لقبول الخروج سلماً بعد أن فقدوا كل أمل في جيوش إيران لتفك الحصار عنهم، وعلموا كيف مكرت بهم وتركتهم لمصيرهم المجهول أخيراً.