بلدي نيوز
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "لعب السلطة"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتقد حلفاءه في الناتو لعدم الإنفاق بما يكفي على الدفاع، لكن هدفه الحقيقي قد يكون صفقة كبرى مع بوتين بشأن سوريا.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمها موقع "عربي 21"، إلى أن "ترامب بدأ زيارته لدول الناتو بهجوم حاد على ألمانيا، قائلا إنها (أسيرة روسيا)؛ بسبب خط الأنابيب الذي ينقل الغاز الروسي إلى البلاد"، وأضاف أنه (من غير اللائق) أن تحمي الولايات المتحدة ألمانيا في الوقت الذي تدفع فيه ألمانيا مليارات الدولارات لروسيا.
وتلفت الصحيفة إلى أن "ترامب ليس الوحيد الذي يحاول منع الأوروبيين من شراء الغاز الروسي، بل حاول رونالد ريغان قبله منعهم من التعامل مع الاتحاد السوفيتي السابق، وقام بمواجهة مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر.
وتنوه الافتتاحية إلى أن هجوم ترامب على ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا تسبب في الحرج للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي أكد العلاقة المتوترة بين واشنطن وحلفائها، وأوضح عزم الولايات المتحدة على أن يدفع حلفاؤها المزيد من الأموال مقابل الدفاع.
وتقول الصحيفة إن "ترامب لم يخف قلة احترامه للناتو، وضيقه بأعضاء الحلف، الذين يعدهم عبئا ماليا، والكثير من أعضاء الحلف يشعرون بالفعل بالقلق إزاء إنفاقهم على الدفاع، والكثيرون منهم أمامهم الكثير للوفاء بتعدههم أمام قمة الحلف في ويلز، من خلال رفع إنفاقهم على الدفاع إلى 2 في المئة من إجمالي الناتج المحل".
وترى الافتتاحية أن انتقادات ترامب للناتو قد تكون ناجمة عن رغبته في استباق أي انتقادات قد يعربون عنها بشأن لقائه القريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن ترامب بدا "استفزازيا تقريبا"، بتكراره لرغبته في علاقات أفضل مع روسيا، في وقت يقلق فيه الغرب من سلوكه.
وتذكر الصحيفة أن ترامب دعا في الشهر الماضي لعودة روسيا لمجموعة الدول السبع، وقال لدى وصوله إلى أوروبا، إن لقاءه مع بوتين في هلسنكي سيكون أسهل جزء في جولته.
وتجد الافتتاحية أنه "يحق لأوروبا القلق، لكن في حدود المعقول، فمن المستبعد أن يتمكن بوتين من إقناع ترامب بإلغاء مناورات الولايات المتحدة مع حلفائها، أو بالتسبب في إفلاس الناتو بخفض مساهمة بلاده".
وترى أن "الأمر المحتمل هو ما بدأ الترويج له على مدى عام على الأقل، وهو شكل من أشكال (الصفقة الكبرى)، التي تسقط بموجبها الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب شبه جزيرة القرم، مقابل وقف روسيا تحصين القوات الإيرانية في سوريا".
وتفيد الافتتاحية بأن "هذا المخطط تدفع إليه بشدة كل من السعودية والإمارات وإسرائيل، وبالتأكيد فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بالدفع بالفكرة في لقاءاته الأخيرة مع بوتين، والمنطق وراء هذا كله هو أن الدول العربية تريد الحد من التأثير الإيراني، وهو ما يسعى إليه ترامب، ويريد بوتين في الوقت ذاته رفع العقوبات المفروضة عن بلاده، وصفقة كهذه ستكون جذابة له، وستفتح له الباب لحل الكثير من المشكلات".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "السؤال هو عما إذا كانت روسيا قادرة على فرض حل على الإيرانيين وإخراجهم من سوريا، وإن كانت تستطيع منح ضمانات كافية لسحب (بلطجيتها) من أوكرانيا، والبحث عن تسوية حقيقية مع كييف".