بلدي نيوز
اشتكى العاهل الأردني، الملك عبد الله، اليوم الخميس، من ازدياد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات من دول الجوار إلى بلاده، في إشارة إلى سوريا التي لطالما حذرت المملكة من ازدياد نشاط وتوغل مهربي المخدرات والأسلحة المرتبطين بنظام الأسد والميلشيات الإيرانية جنوبي سوريا.
جاء ذلك في كلمة الملك عبد الله خلال افتتاح القمة العربية 33 في العاصمة البحرينية المنامة، وذلك بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويقول مسؤولون أردنيون، على غرار حلفائهم الغربيين، إن هذه العمليات تتحكم فيها الميلشيات الإيرانية وعلى رأسهم "حزب الله" اللبناني، التي تسيطر على مناطق كبيرة من الجنوب السوري، بعد دعمها لقوات النظام في استعادة هذه المناطق من فصائل المعارضة.
وقال الملك عبد الله: "علينا مواجهة الفئات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وسيادة الدولة، وأعمال هذه العصابات الإجرامية، وخصوصا تهريب المخدرات والأسلحة، الذي يتصدى له الأردن بحزم منذ سنوات لحماية شبابنا من هذا الخطر الخارجي".
وأضاف: "لا بد من تعزيز تنسيقنا العربي للتصدي لجملة التحديات أمام بلداننا، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية".
وفي وقت سابق، قال مصدران أردنيان مطلعان، لوكالة رويترز، إن المملكة أحبطت ما يشبته في أنها مؤامرة بقيادة إيران لتهريب أسلحة لمساعدة معارضي النظام الملكي الحاكم على تنفيذ أعمال تخريبية.
وذكر مصدر مسؤول لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أمس الأربعاء، أن المملكة أحبطت محاولة "مسلحين مدعومين من الخارج" لتهريب أسلحة إلى المملكة وصادرت الكمية واعتقلت المهربين في آذار الماضي.
وعلى مدى العام المنصرم، أوضح الأردن أنه أحبط محاولات كثيرة قام بها متسللون مرتبطون بميليشيات إيرانية في سوريا، وقال إن المتسللين عبروا الحدود بقاذفات صواريخ ومتفجرات، وإن بعض الأسلحة دخلت دون كشفها.
تعتقد السلطات الأردنية أن إيران والميليشيات المتحالفة معها تحاول تجنيد أعضاء في الأردن لخدمة قضيتها وتوسيع شبكة طهران الإقليمية.
وبحسب دبلوماسي مقرب من طهران فإن الطموح الإيراني بإنشاء موطئ قدم بالوكالة في الأردن يعود إلى قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة عام 2020.
وقال الدبلوماسي لـ"رويترز" إن سليماني يعتقد أنه نظراً لعلاقات الأردن القوية مع الولايات المتحدة والغرب، فإن بناء مجموعة متحالفة هناك قادرة على قتال إسرائيل أمر بالغ الأهمية لصعود طهران الاستراتيجي في المنطقة.
ويعود العداء بين إيران والأردن إلى عام 2004، في أعقاب الغزو الأميركي للعراق، حين اتهم الملك عبد الله الثاني إيران بمحاولة إنشاء "هلال شيعي" لتوسيع قوتها الإقليمية.