بلدي نيوز - (أحمد العلي)
بعد الأحداث التي شهدها الجنوب السوري، خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي اجتاحت فيها روسيا المنطقة وسيطرت مع قوات النظام على مساحات واسعة من محافظة درعا، بدأ حلف النظام وروسيا بث الإشاعات والتهويل الإعلامي لما سيؤول إليه مصير محافظة إدلب وما حولها، بهدف بث الشك في نفوس الحاضنة.
وتتجه الأنظار نحو الشمال السوري الذي تتقاسم السيطرة عليه فصائل عدة، أبرزها هيئة تحرير الشام، وجبهة تحرير سوريا، والجبهة الوطنية للتحرير، وجيش العزة، والعديد من الألوية والكتائب، فضلا عن وجود تركي في إدلب وجزء واسع من حماة بعد تثبيت أكثر من 12 نقطة مراقبة فيهما، مدعومة بقوة عسكرية كبيرة.
والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم، بعد المستجدات التي شهدتها سوريا، ما هو مصير الشمال السوري؟ وهل سيكون الهدف القادم بعد درعا؟.
في الصدد؛ القيادي العسكري في جيش العزة "مصطفى بكور" في حديثه لبلدي نيوز قال: "يحاول الروس جعل مصير الشمال السوري المحرر شبيهاً بمصير من سبقه من المناطق، وآخرها درعا، لكن ظروف الشمال السوري حتى الآن تبدو مختلفة عن ظروف باقي المناطق من حيث اتصالها الجغرافي بمناطق محررة كثيرة، وبالتالي ليس من السهل محاصرة الشمال كما حصل في درعا، وخاصة في ظل تواجد نقاط المراقبة التركية المنتشرة في عدة مناطق".
وأضاف، "الجانب التركي الضامن للمناطق المحررة شمالاً، وعقب انتهائه من الانتخابات الأخيرة، بات أقوى من ذي قبل وبالتالي فمن المتوقع أن تكون مواقف تركيا أكثر قوة لمنع "روسيا وإيران" من تكرار سيناريو درعا في الشمال، وقد صرح أكثر من مسؤول تركي بأن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي، إن حاول الروس وإيران اقتحام محافظة إدلب.
وعن استعدادات الفصائل لتلافي تكرار سيناريو درعا، قال بكور: إن الفصائل العسكرية تقوم بتحصين المناطق، وتنظيم خطوط الدفاع بشكل قوي، والاستعداد للمواجهة المفترضة إذا ما حاول حلفاء النظام اقتحام المنطقة.
وأوضح أن ردّة الفعل الطبيعية من مقاتلي الشمال، ستكون المقاومة المستميتة لأنه لا يوجد خيار آخر، في ظل التوحش الروسي ومحاولة الروس فرض الاستسلام على الفصائل الثورية تحت اسم (المصالحات الوطنية).