بلدي نيوز - الرقة (محمد عثمان)
انتشرت ظاهرة البحث عن النفايات في مدينة الرقة مؤخراً، من قبل المدنيين، بسبب الأحوال المعيشية المتردية والفقر المدقع وضعف القوة الشرائية لدى أعداد كبيرة من العائدين للمدينة.
وأفاد مراسل بلدي نيوز في الرقة إن عائلات بأكملها باتت تعمل اليوم في البحث عن النفايات وفرزها، وبيع ما يمكن بيعه منها، في سبيل الحصول على لقمة العيش، وهي ظاهرة لم تصل إلى هذا المستوى في العقود السابقة من عمر المدينة.
وأضاف مراسلنا أن معظم العائدين إلى الرقة خلال الأشهر القليلة الماضية، هم من الذين لا قدرة مادية لديهم على السكن والعيش في المدن السورية القريبة، أو دول اللجوء المتاحة.
وأردف أنه في ظل الدمار الهائل الذي يملأ المدينة، معظمهم أنفق كل ما يملك من مال ومدخرات، في سبيل إصلاح أو تعمير منزل أو غرفة تأويهم.
وأشار إلى أن سوء الأحوال المعيشية التي تمر بها الرقة على كافة الأصعدة، وانتشار البطالة بشكل واسع وضعف القوة الشرائية وغلاء الأسعار الفاحش، والقوانين والضرائب التي تفرضها سلطة الأمر الواقع على المدنيين، دفع الكثير من الناس للعمل في البحث عن القمامة، رغم ما يتضمنه ذلك من مخاطر صحية، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وتعيش محافظة الرقة أوضاعا سيئة، حيث تنتشر الألغام في كل أرجاء المدينة، ومعظم الأحياء تعيش بدون كهرباء ومياه، في حين لا تزال المنظمات التي تقدم الخدمات الطبية غير قادرة على العمل بحرية نتيجة التهديدات التي تصلها، بينما تستمر الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" باعتماد سياسة الاضطهاد والتعنت في معاملة المدنيين العائدين حديثاً إلى الرقة.