بلدي نيوز - حلب (عبد القادر محمد)
يعاني نازحو ريف حلب الشمالي من الغلاء المستمر لإيجارات المنازل والمحال التجارية، التي وصلت لسعر 200 دولار أمريكي شهريا كمعدل وسطي في كل من الريف الشمالي، بينما يسعى بعض النازحين لبناء منزل للتخلص من مشكلة الإيجارات التي قصمت ظهورهم.
يقول "حسام السعدو" وهو نازح من بلدة حردتنين "مضى ثلاث سنوات على نزوحنا من قريتنا ونحن نستأجر ونتنقل من مكان لآخر في معاناة لا توصف تبدأ في تأمين المنزل والمياه والكهرباء وتنتهي في ذل صاحب المنزل وشروطه القاسية".
ويضيف السعدو لبلدي نيوز "هذه المعاناة يشترك بها جميع المستأجرين، سواء في المحال التجارية أو المنازل"، معتبراً أن السبب وراء هذا الاستغلال هو غياب الرادع الديني والقانوني، وعدم تقدير أوضاع النازحين من قبل المقيمين.
وبختم السعدو أن "الأمر لم يعد يحتمل ولا بد من إيجاد حلول للنازحين الذين يودون أن يستقروا من خلال بناء منزل، لكن ليس لديهم المال الكافي؛ فاليوم المنزل يكلف تقريبا ما يقارب 25000 دولار مع سعر الأرض".
"عزام طالب" وهو متعهد بناء ومستثمر، قال لبلدي نيوز إن "الأزمة تفاقمت كثيرا مع كثرة النزوح لريف حلب الشمالي، مما تسبب في قلة فرص العمل وتدني الدخل لكثرة اليد العاملة لأن تعيش بمنطقة شبه محاصرة ولها طاقة استيعابية معينة، وأيضا السبب الأهم هو غلاء العقارات ومواد البناء بشكل لا يتناسب مع أي دخل متوسط".
وأضاف أن زيادة الطلب على المنازل والمحال التجارية بقصد العمل وفتح باب يدر دخلا على النازحين تسبب بغلاء الإيجار لحد لا يحتمل، فوقع النازح بين نارين إما أن يسكن في المخيمات أو يستأجر ويضع كل ما يملك ويعمل ليل نهار لتأمين قوته وقوت أطفاله".
وعن الحلول المقترحة، قال طالب "لابد من إنشاء جمعيات سكنية أو قرى صغيرة يبنى فيها منازل مؤلفة من غرفتين وتوابعها تكون مدروسة بشكل صحيح وتباع لمن يود الاستقرار بأسعار مخفضة بالتقسيط، وهكذا مشروع لا يقدر عليه إلا المنظمات الكبرى".
يذكر أن الريف الشمالي يعاني من أزمة في غلاء الإيجارات، بسبب التهجير الممنهج الذي عمل عليه النظام بدءا من ريف حمص وانتهاء بالغوطة الشرقية.