بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
طالبت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها، اليوم الاثنين، الدول الديمقراطية المجتمعة في "لاهاي" بتصحيح الكوارث المترتبة على ملف الأسلحة الكيميائية، وتجاوز دولاً داعمة لاستخدام الأسلحة الكيميائية، بعد أن شكَّل استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، بشكل متكرر ومنهجي وواسع، جرائم ضدَّ الإنسانية.
وقالت الشبكة؛ إنَّ المؤتمر الذي دعت إليه "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" في "لاهاي" يومي 26 و27/ حزيران/ 2018، فرصة حقيقية لتصحيح أخطاء بلغت حدَّ الكارثة في ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، وأنَّه على دول العالم الحرِّ أن تتجاوز ضغط روسيا وحلفائها، باعتبارها دولة راعية لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية.
وأشارت الشبكة إلى أهمية النتائج التي ستعرض في تقريره حظر الأسلحة المقبل، الذي سيتناول هجومي دوما الكيميائيَين، مؤكداً أنَّ مجرَّد إثبات أنَّ سلاحاً كيميائياً قد استخدم ينسف واحدة من الروايات المتعددة المتضاربة التي قدَّمها كل من النظام الروسي والسوري بأنه لم يكن هناك استخدام للأسلحة الكيميائية مطلقاً.
وذكر تَّقرير الشبكة أنَّ حصيلة الهجمات الكيميائية الموثَّقة، منذ أوَّل استخدام لها في 23 كانون الأول 2012 وحتى 22 حزيران 2018، بلغت ما لا يقل عن 221 هجوماً، النظام السوري مسؤول عن 216 منها، كان لمحافظتي إدلب وريف دمشق النَّصيب الأكبر منها. أما تنظيم الدولة فهو مسؤول بحسب التقرير عن خمس هجمات وقعت جميعها في محافظة حلب.
وتسبَّبت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 1461 شخصاً، قضوا جميعاً في هجمات نفَّذها النظام السوري، يتوزعون إلى 1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة (أنثى بالغة)، و57 من مقاتلي المعارضة المسلحة، وسبعة أسرى من قوات النظام كانوا في أحد سجون المعارضة. كما أُصيبَ ما لا يقل عن 7599 شخصاً، 7472 منهم أصيبَ في هجمات شنَّها النِّظام، و127 أُصيبوا في هجمات شنَّها تنظيم الدولة.
وذكر التَّقرير وقوع ثلاث هجمات كيميائية، استهدفت مراكز طبية في كل من حماة وحلب، منذ 23 كانون الأول 2012 حتى 22 حزيران 2018.
ووثقت لجنة التَّحقيق الدولية المستقلة 34 هجوماً كيميائياً، اتَّهمت النظام السوري في 28 منها، في حين أنَّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أثبتت استخدام غازات سامة في 29 هجوماً، دون الإشارة إلى مرتكب الهجوم.
وأوضحَ أنَّ آلية التَّحقيق المشتركة استطاعت إثبات مسؤولية النظام عن تنفيذ خمس هجمات كيميائية، ومسؤولية تنظيم "داعش" عن هجومين، ذلك منذ بدء التشغيل الفعلي لها في 13 تشرين الثاني 2015 حتى نهاية عملها في 17 تشرين الثاني 2017.
وأوضحت الشبكة أنَّ روسيا لم تكتفي بمساندة النظام على المستوى الدبلوماسي فحسب، من خلال استخدام حقَّ النَّقض في مجلس الأمن لصالح النظام، بل إنَّها قدَّمت دعماً عسكرياً مباشراً في ثلاث هجمات كيميائية على الأقل، عبر استهداف مُتعمَّد من سلاح الجو الروسي لمراكز طبية مجاورة لمواقع الهجمات، واستهداف للطُّرق التي يقصدها المسعفون؛ الأمر الذي يُعيق عملية إسعاف المصابين.