خاص – درعا (أنس السيد)
بعد أشهر على الركود التجاري في أسواق محافظة درعا، يعود شهر رمضان لينفض الغبار ويعيد للأسواق حيويتها وحركتها المسبوقة، بنسبة بيع عالية مقارنة بالأشهر الماضية التي اعتبرت فيها نسبة كساد الأسواق بنسبة تفوق 80 بالمئة، حيث بدأ الأهالي بارتياد المحال التجارية لتأمين متطلبات مطبخ رمضان.
"أبو محمد" رب أسرة من ريف درعا يقول لبلدي نيوز، "لقد ادخرت بعض من المال خلال الأشهر الماضية استعدادا للشهر الفضيل لعلمي المسبق بما يتطلبه هذا الشهر من مصاريف ونفقات أكثر من أي شهر مضى، حيث تكثر وجبات اللحوم والحلويات التي تشجع الأطفال وتكافئهم على صيامهم".
وأضاف أبو محمد "الأسعار مع انخفاض الدولار باتت أقل نسبة بما كانت عليه في العام الماضي، وهذا تطور ملحوظ، إلا أن العبء الكبير علينا يأتي من انخفاض مصادر دخلنا الذي لا يتجاوز الخمسون ألف ليرة سورية (أي ما يقارب على 115 دولار أمريكي)".
بدوره قال طارق من أهالي درعا "اعتمادي حاليا في الشهر الكريم على الحوالات الخارجية عن طريق أخوتي المغتربين في ألمانيا الذين لا يدخرون جهدا لإسعادنا وإدخال الفرحة لقلوب أطفالنا عبر توفير المال لشراء حاجيات رمضان التي يحبها الأطفال من الحلويات ومواد السحور من جبنة وزبدة".
وأضاف طارق "ما أقوم بشرائه خلال شهر رمضان من مواد غذائية يكفيني لمدة شهر ونصف في الأشهر العادية على أقل تقدير".
"أبو عمر" وهو صاحب محل لتجارة المواد الغذائية بريف درعا قال لبلدي نيوز "مع اقتراب الشهر الفضيل زادت حركة البيع بالمحل بشكل ملحوظ، بعد أشهر طوال من الركود الكبير في الأسواق بالرغم من بيعنا المواد الأساسية والغذائية الضرورية التي لا غنى عنها في أي منزل، إلا أن غالبية الأسر ومع انخفاض مستوى دخلها تتراجع القدرة الشرائية لديهم تدريجياً".
وأضاف أبو عمر أن "الأسعار نسبة إلى رمضان الماضي هي أرخص بنسبة 10% تقريبا، ولو كانت نسبة منخفضة إلا أنها تشجع المواطنين على شراء حاجياتهم ونأمل أن توفر محالانا ما يريده المواطن دائما دون أي احتكار او رفع للأسعار".
يدخل رمضان الثامن على الثورة السورية، في ظروف اقتصادية صعبة، مع آمال لدى المواطنين بأن يكون كرم هذا الشهر الفضيل بإنهاء معانتهم المستمرة مع النظام منذ ثمانية سنوات بعيدا عن المطالب المتواضعة بشراء حاجيات رمضان فحسب.