بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
أشعلت قوات النظام حرائق هائلة بالمحاصيل الزراعية في ريف حماة الغربي، جراء استهدافها للقرى والبلدات بالقذائف الحارقة بالتزامن مع شروع المزارعين بموسم الحصاد، ما تسبب بخسارة مادية كبيرة، في الوقت الذي يقوم النظام عبر وسطاء بطلب مبالغ مالية من المزارعين لوقف القصف على أراضيهم.
المزارع "نادر الشايب" قال لبلدي نيوز إن "القصف المتواصل من قوات النظام أتى على مئات الهكتارات المزروعة بالمحاصيل التي حان موعد قطافها لاسيما القمح والبرسيم والشعير والحمص".
وأضاف الشايب أن "المزارعين يعانون صعوبات كثيرة في تأمين ورشات عمال الحصاد، لاسيما بعد الاستهداف المتكرر من قوات النظام للحقول الزراعية في جبل شحشبو، ومحيط مدينة كفرزيتا، والزكاة مما تسبب باستشهاد سيدة وإصابة أخريات بجروح متفاوتة الخطورة الأمر الذي أثر سلبا على عملية الحصاد بالرغم من ارتفاع سعر ساعة الحصاد التي فاقت الدولارين في مناطق الاستهداف".
وتساءل الشايب عن مصدر معيشة المزارع الذي تم حرق محصوله وتكلف عليه ثمن خبز أطفاله في الشتاء المنصرم من أين وكيف سيتم تعويضه، مستدركاً أن المعيشة أصبحت سيئة للغاية بسبب ارتفاع أسعار أساسيات الحياة.
ونوه الشايب إلى أن قوات النظام لمحت عبر وسطاء بالمنطقة إلى إمكانية دفع المزارعين مبالغ مالية تقدر بـ 1000ليرة على الدونم الواحد في بعض مناطق ريف حماة، مقابل إيقاف القصف المدفعي وإمكانية حصادها.
بدوره، أشار المهندس الزراعي "أسامة عبود" إلى خطورة القصف المتواصل من قوات النظام على المحاصيل الزراعية وما يتبعها من حرائق طالت آلاف الدونمات، مما ينذر بتقهقر السلة الزراعية في الشمال السوري لاسيما من مخزون القمح الاستراتيجي.
وشدد العبود على أن الحرائق المفتعلة المتكررة من قوات النظام لا يقتصر تأثيرها اليوم على المحاصيل فحسب بل على بنية التربة في السنوات المقبلة أيضا، مضيفاً أن نظام الأسد يهدف من تصرفاته تلك إلى تدمير البنية الاقتصادية للشمال السوري المحرر، وجعله تابعاً لتجاره من الشبيحة والمنتفعين ليبقى عبارة عن كانتون تابع اقتصاديا لعصابة الأسد ومخلوف.