بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الأحد، أن قوات النظام نفذت في 7 نيسان 2018 هجومين جويين كيميائيَين شمال مدينة دوما بينهما 3 ساعات تقريباً، الأول وقع قرابة الساعة 16:00 قرب مبنى فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب؛ تسبَّب في إصابة 15 شخصاً، أما الهجوم الثاني فقد وقع قرابة الساعة 19:30 بالقرب من ساحة الشهداء في منطقة نعمان؛ وتسبَّب في استشهاد ما لا يقل عن 55 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 860 مدنياً.
وبينت الشبكة أنها حصلت على إفادات بعض المسعفين وعناصر الدفاع المدني بظهور أعراض شديدة على المصابين فقد عانى جميع المصابين من زلَّة تنفسيَّة شديدة، وعانى بعضهم من احتقان مُلتحمة وحدقات دبوسية، كما حصلت على صور ومقاطع مصوَّرة تُظهر عشرات الجثث لنساء وأطفال مُكدَّسين فوق بعضهم، وجوههم مُزرقَّة وأفواههم مُغطَّاة بالزَّبد، وعيونهم شاخصة، هذه الصور تُشبه إلى حدٍّ بعيد صورَ الضحايا الذين قضوا في هجوم الغوطتين في آب 2013، وهجوم خان شيخون نيسان 2017.
وأكدت الشبكة أن الحلف السوري الروسي اتبع التَّكتيك الجرمي ذاته الذي وثَّقته الشبكة في الهجمات السابقة فقد سبقَ الهجومين الكيميائيَين بعدة ساعات تدميرٌ لأحد مشافي المدينة في حين لم تتوقف الغارات الجوية بُعيدهما واستهدفت طرق الإسعاف وفِرَق الدفاع المدني؛ ما أعاق إسعاف المصابين بشكل كبير، كما أنَّ معظم سكان مدينة دوما كانوا يقبعون في الأقبية لحظة الهجوم بسبب الغارات الجوية المكثفة؛ وهذا ما جعل تأثير الغاز أكبر لأنَّه يتركَّز بشكل أكبر في الأقبية والطوابق السفليَّة.
ونوهت الشبكة إلى أن هجومي دوما يأتيان بعد 72 ساعة فقط من اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لمناقشة وضع الذخائر الكيميائية ومراقبة تنفيذ القرار رقم 2118، الذي يكون النظام قد خرَقه 183 مرة 3 منها في ظلِّ الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة الشرقية، كما أنَّ الهجومَين صادفا الذكرى السَّنوية الأولى للضربة العسكرية الأمريكية على مطار الشعيرات بريف حمص وهو القاعدة التي انطلقت منها طائرات النِّظام، التي نفَّذت هجوم خان شيخون الكيميائي العام الماضي.
ولفتت إلى أن قوات الحلف السوري الروسي استطاعت بعد قرابة 50 يوم من بدءِ العملية العسكرية العنيفة على الغوطة الشرقية السيطرة على 80 % من مناطقها وتقسيمها إلى ثلاثة قطاعات، وبدأت عقدَ اتفاقيات لكلّ قطاع على حدة يُفضي إلى تهجير آلاف المدنيين، وبدأت مفاوضات مدينة دوما في 25 آذار الماضي، وجاء في الاتفاق بنود تتعلَّق بوقف العمليات القتالية للبدء باتفاق يقضي بخروج بعض المدنيين وبعض المسلحين بأسلحتهم الخفيفة وبقاء من يرغب وتسوية وضعه، كما نصَّ الاتفاق على بقاء بعض مسلحي فصيل جيش الإسلام بسلاحهم والعمل على تحويل عناصره إلى شرطة مدنيَّة وإثرَ هذا الاتفاق خرج ما لا يقل عن 4500 شخص على 4 دفعات.
وأردفت أنه في 6 نيسان 2018 عاودت قوات الحلف السوري الروسي قصف مدينة دوما بعد تعرقل المفاوضات، ونفَّذ سلاح الجو الروسي السوري في غضون يومين قرابة 350 غارة، واستخدمت المروحيات التابعة للنظام ما لا يقل عن 120 برميلاً متفجراً، وظلَّ قرابة 180 ألف مدني يقطنون في مدينة دوما محاصرون ضمن الأقبية والملاجئ في ظلِّ وضع طبي وصحي وغذائي مُزرٍ وقصف جوي وأرضي لا يتوقف.
وبينت الشبكة أنه على المجتمع الدولي إيجاد تحالف إنساني يهدف إلى حماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، لأنَّ روسيا ستستمرُّ في عرقلة مجلس الأمن واستخدام الفيتو آلاف المرات.
وأشارت إلى أنه على بعثة تقصي الحقائق التَّابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي يوجد فريق منها في دمشق التَّوجه فوراً إلى مدينة دوما ومعاينة الإصابات، والتَّحقيق المباشر في الهجومين، وعلى الحكومة الروسية التَّوقف عن استخدام الفيتو بهدف حماية النظام المتورِّط في ارتكاب جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، واستخدام أسلحة كيميائية.