بلدي نيوز – (متابعات)
نشرت وسائل إعلامية بريطانية بياناً صحفياً مشتركاً بين وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ونظرائه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس، والقائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان، في ذكرى مجزرة خان شيخون الكيميائية التي ارتكبها نظام الأسد بريف إدلب.
وجاء في البيان: "يصادف اليوم مرور عام منذ الاعتداء المروع على بلدة خان شيخون، حين استخدمت قوات الأسد غاز الأعصاب السارين الذي تسبب في إصابات مأساوية لمئات الرجال والنساء والأطفال، وعلى مدى سبع سنوات طوال، لم تهدأ الاعتداءات التي ينفذها النظام السوري - بمساعدة داعميه - في انتهاك صارخ للقانون الدولي". مضيفاً "المعاناة التي تكبدها الشعب السوري على يد نظام الأسد وداعميه معاناة بغيضة".
وأردف البيان: "لقد تعهدت روسيا في عام 2013 بضمان أن تتخلى سورية عن كافة أسلحتها الكيميائية، ومنذ ذلك الحين، وجد محققون دوليون، كلفهم مجلس الأمن الدولي بالتحقيق، بأن نظام الأسد مسؤول عن استخدام غاز سامّ في أربعة اعتداءات مختلفة، لكن بدل أن تفي روسيا بما وعدت به، كان رد فعلها استخدام الفيتو في مجلس الأمن لإلغاء التحقيق".
وأشار البيان المشترك إلى أنه "كل مرة يُستخدم فيها سلاح كيميائي تقوض الإجماع العالمي ضد استخدام هذا السلاح، وعلاوة على ذلك، فإن كل استخدام لهذا السلاح يعتبر انتهاكا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ويقوض بشدة النظام الدولي القائم على القواعد".
واختتم البيان: "إننا ندين استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أيّ كان، وفي أي مكان في العالم، ونحن ملتزمون بضمان محاسبة كافة المسؤولين عن استخدامها، ولن يهدأ لنا بال في سعينا لتحقيق العدالة لضحايا هذه الاعتداءات الفظيعة في سورية".
يُذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير أصدرته أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لهجوم خان شيخون الكيميائي، إنَّ النظام استخدام الأسلحة الكيميائية 11 مرة منذ هجوم خان شيخون، بدون أية محاسبة.
وحسب التقرير فإنَّ 3 هجمات بأسلحة كيميائية شنّها النظام بين 16 – 18 تشرين الثاني 2017، وهي الحقبة التي شهدَ فيها مجلس الأمن الدولي تحركات دولية مُكثَّفة لإيجاد صيغة تُرضي جميع الأطراف لتمرير قرار يمنح تفويضاً جديداً لآلية التَّحقيق المشتركة، الأمر الذي يدل - بحسب التقرير- على استخفاف النظام وإهانته جميعَ تلك الجهود، وأوضحَ التقرير أنَّ إحدى هذه الهجمات قد نُفِّذت بعد ساعات من استخدام روسيا حقَّ النَّقض (الفيتو) للمرة الثانية في غضون أقلَّ من 48 ساعة.
وسجل التقرير استخدام النِّظام الأسلحة الكيميائية ما لا يقل عن 214 مرة، منها 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن 2118 و181 هجوماً بعده، من بين الهجمات الـ 181 وقَع 112 هجوماً بعد القرار 2209، و56 هجوماً بعد القرار 2235، و4 هجوماً بعد "الفيتو" الروسي فيما يخص تمديد عمل مهمة آلية التَّحقيق المشتركة، وقد تسببت جميع تلك الهجمات في استشهاد ما لا يقل عن 1421 شخصاً بينهم187 طفلاً، و244 سيدة.
وأكد التقرير أنَّ الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تمَّ بعد هجوم الغوطتين الشهير في آب 2013 نصَّ على أن يقوم مجلس الأمن بعمليات مراجعات دورية عن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، ونصَّت جميع قرارات مجلس الأمن التي صدرت في خصوص الأسلحة الكيميائية في سوريا على أنَّه في حال عدم امتثال نظام الأسد لبنود الاتفاق الأمريكي الروسي وقرارات مجلس الأمن، فإنَّه يتعيَّن على مجلس الأمن الدولي فرض تدابير ضدَّه بموجب الفصل السابع.
وأثبتت آلية التَّحقيق المشتركة التي انبثقت عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2235 أنَّ النظام قد استخدم الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات على الأقل، وكانت ما تزال قيد التحقيق في حوادث أخرى قبل أن تُنهي روسيا مهمتها عبر "فيتو" في مجلس الأمن الدولي.