بلدي نيوز – (عمر الحسن)
نقلت وكالة روسية عن خبراء عسكريين قولهم، إن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لقصف منشآت تابعة لنظام الأسد في سوريا، بـ600 صاروخ من نوع "توما هوك"، فيما نقلت عن مصادرها أن كشف موسكو عن التحضير للضربة الصاروخية المزمع توجيهها، أجبرا واشنطن على تأجيل تنفيذ هذه الضربة إلى أجل غير مسمى.
ووفق وكالة "سبوتنيك"، فإن تنبيه موسكو إلى احتمال استخدام كل الوسائل والوسائط المتوفرة ضد من يوجه الضربة الصاروخية لنظام الأسد أجبر واشنطن على تأجيلها.
وكان زعم رئيس الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، الأسبوع الماضي، أن "المسلحين السوريين" يعدون استفزازا باستخدام مواد كيميائية في سوريا، وذلك لتبرير ضربة أمريكية على مواقع النظام في دمشق.
وأضاف "غيراسيموف" أنه تتوفر لدى روسيا معلومات موثوقة حول "إعداد المسلحين لعملية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين لتظهر كما لو أن القوات الحكومية السورية هي التي نفذتها"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تخطط لاتهام قوات النظام بعد ذلك باستخدام الكيميائي.
وتابع "وردا على ذلك تخطط واشنطن لقصف صاروخي على مواقع حكومية بدمشق"، مشيرا إلى أن روسيا سترد حال تعرض حياة العسكريين الروس المتواجدين في سوريا لأي خطر.
وأضاف المسؤول الروسي "في حال ظهور خطر على حياة عسكريينا ستتخذ القوات المسلحة الروسية إجراءات رد تجاه الصواريخ ومن يستخدمها، ولا تزال الإجراءات الهادفة لتطبيع الأوضاع حول العاصمة السورية مستمرة".
بدورها، كانت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة "نيكي هيلي" حذرت من أنه إذا تقاعس مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا؛ فإن واشنطن "ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين ذلك"، مثلما فعلت العام الماضي عندما أطلقت صواريخ على قاعدة "الشعيرات" الجوية، بسبب هجوم بالأسلحة الكيماوية أسفر عن سقوط قتلى.
وقالت المسؤولة الأمريكية، أمام مجلس الأمن "هذا ليس المسار الذي نفضله، لكنه مسار أوضحنا أننا سنمضي فيه، ونحن مستعدون للمضي فيه مرة أخرى".
تعزيزات أمريكية
وفي السياق، وصلت تعزيزات عسكرية أمريكية إلى محافظة دير الزور شرقي سوريا، وتحديدا إلى حقل الغاز كونيكو وحقلي العمر النفطي والجفرة في ديرالزور، وتضم التعزيزات العسكرية جسورا حربية وصواريخ وآليات عسكرية، وهي الأولى من نوعها من حيث الكم والنوع.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حذر الأربعاء الماضي، من سعي التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإيجاد "ذرائع" في الغوطة الشرقية من أجل توجيه ضربة لنظام الأسد، وقال إن بلاده وجهت تحذيرا شديدا للولايات المتحدة وتعرب عن أملها ألا تنفذ "مخططات غير مسؤولة".
وتعرضت مدنية البوكمال بريف دير الزور الشرقي على الحدود العراقية السورية، منتصف أول أمس الاثنين، لغارات جوية يرجح أنها من طائرات التحالف الدولي، استهدفت مواقع تابعة لميليشيات إيرانية تسيطر على المدينة.
وكانت قوات النظام سحبت عددا كبيرا من آلياتها العسكرية الثقيلة من مدينة البوكمال وريفها، خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع معلومات عن وصول تعزيزات عسكرية من التحالف الدولي إلى المنطقة الواقعة شمالي الفرات والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من التحالف الدولي.
بالمقابل روّج قادة من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يدعمها التحالف الدولي، معلومات عن نيتهم التقدم بمحافظة دير الزور، وطرد قوات النظام من بعض المواقع التي تسيطر عليها وخاصة الحدودية مع العراق.
وتسيطر "قسد" على الجزء الشمالي من نهر الفرات بمحافظة ديرالزور مع بقاء جيبن لتنظيم "الدولة" فيه، بينما تسيطر قوات النظام على الجزء الجنوبي من الفرات ومدينة ديرالزور، إضافة إلى منطقة صغيرة شمالي الفرات، مع بقاء جيب لتنظيم "الدولة" ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وأعلنت قوات النظام السيطرة على مدينة البوكمال بالتعاون مع أسمتهم الحلفاء، في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بعد معارك مع تنظيم "الدولة" الذي كان يسيطر على المدينة، دعمت فيها روسيا من الجو علميات النظام، ونجحت إيران عقبها بربط سوريا والعراق عبر سيطرة الميليشيات التابعة لها في البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية المقابلة لها.
بالمقابل تتركز قوات أمريكية في قاعدة التنف العسكرية على الحدود السورية العراقية، وقد وصلت تعزيزات عسكرية أمريكية إليها، ومن المرجح أن تحاول الويات المتحدة الأمريكية وصل مناطق سيطرتها شمالي نهر الفرات مع قاعدتها في التنف التي توجد فيها فصائل عسكرية معارضة مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.