بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
أعلنت منظمة "فاب" عن توقف تمرير الطحين إلى "وحدة تنسيق الدعم" المسؤولة عن إدخال مادة الطحين المخصص للخبز إلى محافظة درعا، وتوقف إمداد المحافظة بالطحين الأبيض لأول مرة منذ خمس سنوات.
وقالت منظمة "وتد" المسؤولة عن عملية تنسيق وتوزيع مادة الطحين في المحافظة، إن المنظمة المانحة "فاب" أو المعروفة بـ"فلور" قد قامت بإرسالة رسالة مفادها "تود الجهة المانحة لمشروع فاب إبلاغكم أنه لن يتم تجديد المنحة حيث من المقرر أن ينتهي المشروع بنهاية ٢٠١٨، لتنفيذ ذلك سيقوم فاب بإنقاص الكميات تدريجيا اعتباراً من أول شهر نيسان ٢٠١٨".
بدورها؛ قالت منظمة (وتد): "نأسف لهذا القرار الصادر من الجهة المانحة لإدراكنا مدى أهمية المشروع لأهلنا في الداخل، ولكننا نتفهم أن هذا المشروع كان منحة وطبيعة المنح أن تنتهي، ونؤكد بأن فريق وتد بالداخل (مراقبين، أمناء مستودعات وممثلين) هم موظفون لدى وتد لتنفيذ المشروع وليس لهم أي علاقة بتغيير الكميات، نأمل منكم التعاون معنا خلال الفترة القادمة والتي ندرك أنها لن تكون سهلة".
مصدر في أحد اللجان المسؤولة عن استلام وتوزيع مادة الطحين في المجالس المحلية في محافظة درعا، قال لبلدي نيوز في حديث خاص: "الكمية التي كانت تدخل إلى المنطقة الجنوبية كانت تقدر بحوالي 500 طن من مادة الطحين أسبوعيا، ويقوم بتغطية أكثر 600 ألف مدني لكامل المناطق المحررة في الجنوب السوري بشكل تام في ريف درعا والقنيطرة، ولا علاقة لمنظمة وتد في الأمر وإنما التوقف كان من المنظمة المانحة، فهي بالأساس منحة ولكل منحة مدى نهائي، ولذلك سيتم تخفيض المنحة بشكل تدريجي حتى نهاية عام 2018 وتتوقف بشكل نهائي".
وأضاف المصدر: "كان يتم دخول الطحين من الأراضي الأردنية حيث يتم تخزينها في مستودعات في بلدات نصيب وتل شهاب ومستودعات في القنيطرة، وكانت كل لجنة تقوم بأخذ حصتها بحسب عدد سكانها، ولا يوجد أي بديل إلا شراء القمح من المزارعين الأمر الذي سيعود بسلبيات عديدة على لجان الخبز في بلدات حوران، أو الشراء من السوق الحرة التي تقوم بتوريد الطحين من السويداء ومن مناطق النظام، حيث تكون التكلفة عالية جدا خصوصا مع وجود تجارب سابقا عند توقف دخوله من الأراضي الأردنية في بعض الحالات، حيث كان يرتفع سعر الخبز بشكل كبير".
وأوضح المصدر "سيرتفع سعر ربطة الخبز إلى ضعفين أو ثلاثة، وهناك العديد من العائلات الفقيرة التي لا تملك الإمكانات لشراء الخبز بهذا السعر، بالإضافة إلى تحكم النظام بإدخال المواد، مما يشير إلى حدوث مجاعات وخاصة مع احتمال حدوث معارك، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بفقدان القمح في المنطقة بشكل كامل، وبذلك لن يكون أمام أهالي المنطقة الجنوبية خيار إلا القمح المزروع في المنطقة، ومن المؤكد أن فقدان مادة الطحين سيؤثر بشكل كبير على عمل المجالس وفقدان الثقة بها من قبل الأهالي، فالمجالس المحلية لم تتمكن من الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي والعمل المنفرد حتى اليوم بسبب ضعف الدعم وقلة الخبرات".
وتعمل منظمة "فاب" و"وتد" بالتنسيق مع السلطات الأردنية من طرف، والمجالس المحلية في محافظة درعا من طرف آخر، على تنسيق عملية إدخال مادة الطحين وتوزيعها على البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة، كل بلدة ومدينة بحسب تعدادها السكاني، حيث تعتبر "وتد" المنظمة المنفذة للمشروع، وتعتمد منظمة "فاب" على الشعب الأمريكي كمانح رئيسي للمنظمة.