بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تعرضت عدة أحياء في مدينة دمشق خاضعة لسيطرة قوات النظام، اليوم الجمعة، لقصف بقذائف الهاون، خلفت عدداً من الجرحى بين المدنيين وأضراراً مادية في ممتلكاتهم، وتكرر ذات المشهد منذ أيام، بالتزامن مع الحملة الجوية والصاروخية الوحشية التي تتعرض لها مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وتتهم مواقع إعلامية وصفحات موالية للنظام الفصائل في الغوطة الشرقية باستهداف الأحياء الدمشقية، في حملة تشويه وتضليل تهدف لإظهار فصائل الغوطة وكأنها تبادر بالاعتداء على مناطق النظام وتهدد المدنيين، حيث طال القصف أحياء "باب السلام وشارع بغداد وجرمانا وجادة النحلاوي بالعمارة وحي المسبك الجواني بالقصاع والشيخ رسلان بمحيط باب توما وصلاح الدين".
مصدر عسكري في الغوطة الشرقية، نفى لبلدي نيوز ما تروجه وسائل إعلام النظام من اتهامات للفصائل في الغوطة الشرقية بقصف أحياء العاصمة دمشق، لافتاً إلى أنها من فعل حواجز النظام وفروعه الأمنية بغية كسب تأييد المجتمع الدولي وتبرير قصفها للغوطة الشرقية وإضفاء الشرعية من حيث أنها تتعرض لقصف وتدافع عن نفسها.
وبيّن المصدر أن قذائف الهاون لا يمكن أن تصل من مواقع تمركز الثوار في الغوطة الشرقية إلى المناطق التي تتعرض للاستهداف في قلب العاصمة دمشق، متهماً النظام وروسيا بافتعال هذا القصف واستهداف المدنيين ليس في الغوطة الشرقية فحسب بل في مناطق سيطرته ضمن أحياء العاصمة.
ومع كل جلسة لمجلس الأمن بخصوص سوريا، يلجأ النظام إلى افتعال تفجير في منطقة موالية له أو قصفها، حيث أصبح هذا السيناريو مكروراً ومعروفاً للمجتمع الدولي والداخل السوري بما في ذلك مؤيدو النظام الذين يدفعون ثمن خطط النظام لتحقيق مكاسب سياسية.
وما يؤكد نظرية أن النظام يقصف مؤيديه، قول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، بأن روسيا مستعدة للموافقة على صدور قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، لكنها تريد ضمانات بشأن وقف إطلاق النار من قبل المعارضة.
وقال لافروف "لا توجد ضمانات بأن المعارضة المسلحة لن تواصل قصف مناطق سكنية في دمشق".
وأضاف "ولذلك لكي يكون القرار فعالا، ونحن على استعداد للموافقة على النص الذي يجعله كذلك، نقترح صيغة تجعل وقف إطلاق النار حقيقيا، استنادا إلى ضمانات من كل من هم داخل وخارج الغوطة الشرقية".
وتوقع محللون أن روسيا حتى لو وافقت على قرار مجلس الأمن اليوم، فإنها ستفرغه من محتواه وتواصل القصف بذرائع مختلفة، مستشهدين بالقرار 2254 الذي لم تنفذ روسيا أياً من بنوده، وكذلك باتفاقات "خفض التصعيد" التي ابتكرتها وخرقتها بشكل متواصل.