هدنة ماكرون "الإنسانية" في الغوطة.. دعوة مبطنة لتكرار سيناريو حلب - It's Over 9000!

هدنة ماكرون "الإنسانية" في الغوطة.. دعوة مبطنة لتكرار سيناريو حلب

بلدي نيوز – (نجم الدين النجم) 

أثارت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "هدنة إنسانية" في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، للسماح بـ"إجلاء المدنيين" وإدخال المساعدات للمنطقة وعلاج المصابين، غضب معارضي نظام الأسد، ورأوا فيها تمهيدا لإعادة سيناريو تهجير أهالي حلب الشرقية في الغوطة.

ورغم انتقاد الرئيس الفرنسي لهجوم النظام وحلفائه على الغوطة، إلا أن الهدف من الهدنة كما يرى محللون فتح الباب مجددا أمام سيناريو التهجير الذي يرفضه أهالي الغوطة المحاصرين منذ ست سنوات، وليس وقف القتل الجماعي الذي ينتهجه النظام وروسيا وإيران بحق الأبرياء في الغوطة.

وجاءت تصريحات ماكرون بعد أيام من تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال فيه أنه يأمل في إجلاء المعارضة المسلحة من غوطة دمشق الشرقية كما حدث بمدينة حلب، "الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع المسلحين لمغادرة حلب أواخر عام 2016 يمكن أن تتكرر في الغوطة الشرقية"، وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة.

المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" بدوره، قال إن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية المحاصَرة قد يجعلها "حلب ثانية".

ماكرون الأسد

يقول الناشط صلاح الدين الجاسم "بدل أن تعمل فرنسا التي ترفع شعارات الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، على وقف القتل العشوائي للمدنيين في الغوطة الشرقية، والضغط على النظام وروسيا وإيران لإدخال المساعدات الغذائية والطبية غير المشروط، ها هي ترضخ للقاتل وحلفائه، وتدعو بشكل صريح لإجلاء المدنيين من الغوطة".

ويضيف "ماكرون الذي يرأس دولة أم الديمقراطيات الغربية قال صراحة قبل أشهر أنه لا توجد لديه مشكلة مع بشار الأسد ونظامه الذي قتل مليون سوري وهجر 15 مليون بين الداخل والخارج، لأن مشكلته الأساسية هي مع داعش حيث قال حرفيا (بشار الأسد عدو للشعب السوري، وعدوي هو داعش، والأسد سيبقى في سوريا لأسباب منها أن القوى التي كسبت المعركة على الأرض، سواء أكانت روسيا أو إيران، تدافع عنه، إذا فلا يمكننا القول إننا لا نريد التحدث معه أو مع ممثلين عنه)".

وأردف الجاسم إن "ماكرون متقلب ومنحاز للأسد ضمنيا، فقد قال قبل أسبوع (هناك خط أحمر واضح جداً بالنسبة إلينا، إن استخدام السلاح الكيميائي من أي طرف كان، سيكون موضع رد فوري من قبل الفرنسيين) وتوعد أي طرف يستخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا بتحرك فرنسي ضده، ليعود ويستدرك بالقول (إلا أننا اليوم لا نملك بشكل تؤكده أجهزتنا، إثباتا بأن أسلحة كيميائية ممنوعة بموجب الاتفاقات، قد استخدمت ضد سكان مدنيين)، متناسيا مجزرة الكيماوي في خان شيخون وكل التقارير الدولية والأممية التي اتهمت نظام الأسد صراحة بارتكاب مجازر بالسلاح الكيماوي في مرات عدة".

يقول الناشط "محمد الحمود" إن "المواقف الفرنسية تتماهى فعلياً مع المواقف الروسية فيما يخص سوريا، وتصريحاتها التي تبدو للوهلة الأولى حيادية وانسانية، ما هي إلا دس للسم في العسل".

وأضاف: "لا يمكن بأي حال من الأحوال اختيار تهجير أكثر من 400 ألف مدني من الغوطة، لمجرد أن روسيا والنظام يرغبون بهذه المنطقة فارغة من سكانها، ويجب على فرنسا أن تضغط باتجاه وقف القتل بدلاً من التماشي مع غايات هذه الحملة الوحشية التي يتعرض لها البشر والشجر والحجر في الغوطة".

مقالات ذات صلة

خلفت قتلى.. غارات إسرائيلية على دمشق وريفها

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق

ما الدوافع.. روسيا تعزز قواتها على تخوم الجولان المحتل

عبر الأمم المتحدة.. النظام يبدأ المتاجرة بالنازحين من لبنان

ميليشيا الحزب اللبناني تنسحب من موقعين بريف دمشق

ارتفاع ملحوظ في أسعار اللوز تشهده أسواق ريف دمشق