بلدي نيوز – (متابعات)
موتسارت ويُقال أيضاً موزارت وموتزارت، هو "فولفغانغ أماديوس موتسارت" الموسقي البارع، الذي توفي وهو في عمر الخامسة والثلاثين تقريباً، تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً عظيماً مكوناً من 626 عملاً موسيقياً منوعاً.
يعد "موتسارت" أصغر قائد أوركسترا في التاريخ وأعظم مؤلف موسيقى أوبرالية، وكل جملة موسيقية لحنها تعد من العلامات البارزة في التاريخ، فهو من الشخصيات التي أجبرت التاريخ على تخليد ذكراها، كأعظم فنان موسيقي عرفته البشرية بتوافق أغلبية النقاد والمتذوقين والمؤرخين الموسيقيين.
جاء "موتسارت" فى عصر "هايدن" و"بتهوفن"، لذلك فقد نشأ على المدارس الكلاسيكية بفيينا فبرع في تحقيق نجاحات إبداعية كبيرة بها، على عكس أي مؤلف آخر في التاريخ الموسيقي، فقد كتب في كل أنواع الموسيقى في عصره وبرع في كل نوع على حدة، مما جعل لألحانه حس مختلف عن أقرانه، من حيث الشكل، وتعبيره الذي يبدو أكثر عالمية من باقي الملحنين، بالإضافة لذلك، يمكن أيضاً أن نقول إن موسيقاه كانت مكتوبة لاستيعاب أذواق معينة من جمهور معين.
والده هو "ليوبولد" الرجل المثقف الذي كان مفوضاً لإدارة الأوركسترا لدى رئيس الأساقفة بسالزبورج، وهو أيضاً مؤلف موسيقي ثانوي، إلا أنه معلم خبير، ومن أكبر المفارقات في حياته أنه في العام الذي ولد فيه أبنه "موتسارت" كان قد ألف كتاباً ناجحاً عن آلة الكمان.
أما في سن الرابعة للطفل "موتسارت" رأى والده بأن يعطيه الآلات الموسيقية في دروس مكثفة كألعاب تناسب عمره، وهكذا استطاع تدريب الصغير على مقطوعات على الكلافير في بضعة دقائق، فكان يعزف بحب وإتقان ظهرًا جلياً فيما بعد، مما جعله في الخامسة من عمره يبدأ في تأليف قطع موسيقية، كان يعزفها الوالد بينما "موتسارت" الصغير كان يكتبها بيده على الورق.
بحلول عام 1782م كان "أماديوس موتسارت" قد حقق شهرة واسعة، وكان يقدم عروضه الموسيقية بصفة دورية في كبرى المدن الأوروبية، وفي عام 1786م بدأ "موتسارت" مسيرته في التأليف الموسيقي الأوبرالية، وفي العام ذاته قام عرض زواج فيجارو الأوبرالي، والذي حقق نجاحاً كبيراً في براغ وفيينا، وتكرر ذات النجاح في العام التالي مباشرة حين قدم أوبرا دون جيوفاني، ونجاحات "موتسارت" المتلاحقة مكنته أخيراً من تكوين الثروة التي طالما حلم بها، ولكن هو وأسرته أنفقوا أموالاً طائلة على مظاهر البذخ والترف، وهو ما ارتد عليه بشكل سلبي في سنواته الأخيرة، فقد أهدر الثروة وأعلن إفلاسه وعاد مجدداً لحياة الفقر.
أماديوس موتسارت بالنسبة لغالبية المؤرخين الموسيقيين هو الموسيقى الأبرع في تاريخ الفن، كما إن له الفضل في تحرير التأليف الموسيقي من القيود المفروضة عليه، وإخراجه من القوالب التي حوصر بها لفترة طويلة، كما ساهم أيضاً في تطوير أسلوب تدوين النوتة الموسيقية، وقد أحدث أماديوس موتسارت كل تلك الإنجازات الغير مسبوقة في فترة زمنية قصيرة، فقد توفي أماديوس وهو دون الثلاثين عاماً، ويقول النقاد إنه ترك إرثاً موسيقياً يكفي البشرية لمئات السنين. الوفاة عانى "موتسارت" في أيامه الأخيرة من المرض والفقر، حتى إن بعض المؤرخون يؤكدون إنه لم يكن يملك ثمن علاجه، وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل سريع، وفي الخامس من ديسمبر 1971م أصيب بحمى شديدة توفي على إثرها. وشيع جثمان الموسيقي العظيم في جنازة لا تليق به بكل المقاييس، فلم يحضر إلى الجنازة سوى خمسة أشخاص فقط من بينهم تلميذه "سوسماير"، ولم يتوفر المال الكافي لإيجاد مدفن لائق بالموسيقار المبدع، فتم دفنه في مقبرة جماعية في ضواحي فيينا تسمى مقبرة "سانت ماركس"، ويعتبر المؤرخين الموسيقيين واقعة الدفن هذه هي أكثر حدث مخجل في تاريخ الموسيقا.