كيف حطّمت الإذاعات المعارضة مقص الرقيب في سوريا؟ - It's Over 9000!

كيف حطّمت الإذاعات المعارضة مقص الرقيب في سوريا؟

بلدي نيوز - (عبد العزيز الخليفة)
طوال عقود، كان نظام الأسد هو الجهة التي تتحكم بكل ما ينشر في الصحافة والإعلام (المكتوب والمسموع والمرئي) أي أن المواطن السوري كان يقرأ ويسمع ويرى ما تريده "الحكومة السورية".
لكن هذه القاعدة تحطمت منذ 2011 مع أول مظاهرة في درعا وانتقالها لبقية المناطق السورية، المطالبة بالتغيير ثم تطور الأمر إلى مطلب إسقاط النظام، وتحولت إلى مواجهات مسلحة بدأها النظام، وبطبيعة الحال هذه المواجهة انتقلت إلى وسائل الإعلام بعد اعتماد المعارضة على تأسيس شبكات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي بداية ثم امتلكت صحف ومجلات وحتى قنوات فضائية تعبر عنها.
وتأسست أولى هذه الصفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد"، والتي اطلقت في 18 كانون ثاني/يناير 2011، على موقع فيسبوك، ثم ظهرت بعد ذلك الصحف والمواقع الإلكترونية، ومنذ العام 2013 ظهرت الكثير من الوسائل الإعلامية المعارضة، منها صحف ومجلات ودوريات مطبوعة، وإذاعات تبث عبر أثير موجات (FM) ومن هذه الوسائل على سبيل الذكر لا الحصر، (إذاعة نسائم سوريا، وإذاعة أورينت، وراديو الكل، وراديو وطن، وراديو هوا سمارت، وروزنة، وراديو ألوان، وسوريالي وليوان، وغيرها).
وبمناسبة اليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف اليوم الاثنين 13شباط/فبراير، تحدثت بلدي نيوز إلى العاملين في الإعلام الإذاعي المحسوب على المعارضة، للوقوف على أهمية الإذاعة، والدور الذي قامت به خلال السنوات الماضية من الثورة إضافة لاختلافها عن الإذاعات الموالية أو الناطقة باسم نظام الأسد.
يقول سامر الأحمد، وهو رئيس لجنة الإعلام المسموع بنادي الصحفيين السوريين بمدينة غازي عنتاب التركية، إن الإذاعات المعارضة كانت وسيلة لهروب المستمع السوري من الإعلام الرسمي الناطق باسم النظام، ولذلك للميزات التي تتوفر بالإذاعات المعارضة.
ويضيف "الأحمد" في حديثه لبلدي نيوز، أن سقف الحريات بالإذاعات المعارضة أعلى بكثير من إعلام النظام، وما يميزه أنه ينقد تصرفات المعارضة السياسية والعسكرية ويناقشها بموضوعية ولا يهاجم أو ينقد تصرفات النظام وحده، وبذلك هو أقدر على نقل الحقائق عن الحرب وإيصال المعلومات، ما جعل من الإذاعات مصدرا أساسيا لتلقي المعلومات خاصة بالمناطق التي تنعدم فيها الكهرباء وتغطية الانترنت والتي يصل إليها بث بعض هذه الإذاعات.
ويشير إلى أن الإذاعات السورية استفادت من "السوشل ميديا" في زيادة جمهورها، وكانت سباقة بذلك ليس فقط على الإعلام الموالي للنظام، بل على الكثير من الإذاعات العربية وذلك عن طريق بث بعض البرامج بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي وطرح أسئلة تفاعلية عبر هذه التطبيقات لمعرفة آراء الناس الحقيقية عن بعض القضايا، حسب قوله.
ويرى الأحمد وأنه وبسبب الجرأة والمصداقية والموضوعية التي تحلت فيها هذه الإذاعات، نجحت باستقطاب شريحة من الجمهور الموالي للنظام للاستماع لها، واعتمادها كمصدر للمعلومات في أحيان كثيرة.
بدورها، تقول الصحيفة السورية والمقدمة الإذاعية زينة إبراهيم، إن يميز العمل الإذاعي عن العمل المرئي والمكتوب، هو أن العمل الإذاعي من السهل الممتنع؛ فتستطيع أن توصل من خلاله كل ما تريد من معلومات عن طريق الصوت وبذات الوقت يقع على عاتقك كمذيع أن تنقل للمستمع رسالتك الإعلامية عبر الصوت فقط، لذا يعد الأمر أكثر صعوبة من التلفزيون الذي يعتمد على الرؤية البصرية وحركات الجسد.
وأضافت "الإبراهيم" في حديثها لبلدي نيوز، أنه بدأ تعلق الناس بالراديو منذ تأسيسه في سوريا عام 1946، وكان زائرا لطيفا في بيوت السوريين لأنه خفيف الوزن وجليس البيوت الفقيرة والغنية على حد سواء، وليس بحاجة إلى كهرباء خاصة في المناطق التي لم يصل إليها التلفاز إلا متأخرا".
وأردفت باعتبارها عملت كمذيعة سابقة المحطات السورية من دمشق قبل الثورة، بالقول: إن "الفرق الجوهري بين العمل في الإعلام الثوري والعمل بإعلام النظام، هو هامش الحرية الأكبر في الإذاعات التي تأسست بعد عام 2011، حيث تستطيع أن تتكلم مع مراسلي الداخل السوري والمواطنين وتعرف منهم كيف هو حال الناس دون مقص الرقيب الذي يجتزئ أو يضبط أو يملي عليك ما يجب أن تقوله"، مشيرة إلى أنها خلال تجربتها في العمل مع إعلام النظام "كان هناك الكثير من المحظورات، ففي إحدى المرات تم منعي من تكرار الأسماء التي تحمل أصولا كردية" وهذا ما عمل النظام عليه منذ عقود، خلق حالة شرخ اجتماعي بين مكونات المجتمع السوري.

واعتبرت أن الإذاعات المعارضة ساهمت بحل المشكلات والقضايا خاصة الاجتماعية منها، من خلال البرامج التي كانت تبث ولا زالت في الإعلام البديل تعتبر متنفسا لكثير من السوريين كي يعبروا عن مشاكل لم يكن يستطيعون قولها سابقا، حتى وإن لم يتوفر الحل، ونجح الراديو في رأب الصدع الحاصل بين أفراد الشعب السوري إلى حد ما، عن طريق البرامج الإذاعية التي حاولت أن تركز على الثقافات المختلفة في المناطق السورية والتنوع الديني والقومي والإثني، لكن المبادرات الحاصلة لا زالت خجولة خاصة بعد إغلاق العديد من الإذاعات بسبب ضعف التمويل.

مقالات ذات صلة

اختلاس بالمليارات.. الكشف عن فساد كبير في "تربية دمشق"

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

غارات إسرائيلية على القصير بريف حمص

"صحة النظام" تبدأ استجداء الدعم على حساب اللاجئين اللبنانيين

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان