بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
تتعرض مدينة سراقب بريف إدلب الشمالي الشرقي، لحملة قصف جوي وصاروخي عنيف ومكثف منذ أكثر من شهر، تصاعدت حدته بشكل كبير خلال الأسبوع الأخير، ارتكبت خلاله الطائرات الروسية والتابعة للنظام العديد من المجازر بحق المدنيين، مع نزوح مُعظم العوائل إلى الأماكن الأكثر أمنًا، وسط ظروف إنسانية صعبة.
وأصدر "منسقو استجابة الشمال" بياناً يوضح ما تشهده مدينة سراقب من غارات جوية، وضعف في الخدمات مع عجز المجلس المحلي عن تقديم الخدمات للمدينة، وتعطّل النقاط الطبية عن عملها نتيجة القصف الوحشي الذي طال المدينة.
وجاء في البيان أن تكثيف الغارات الجوية العنيفة على منطقة سراقب ومحيطها بمئات الغارات من الطيران الحربي والمروحي واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم والقنابل العنقودية، تسبب بنزوح أكثر من 75% من أهالي المدينة وبقي داخلها أقل من 25 بالمئة، بينما العدد المتبقي هم في حالة ذهاب وإياب في ظل عجز وتوقف خدمات المجلس المحلي عن تقديم الخدمات الأساسية نتيجة ضعف الإمكانيات وانعدام الموارد المالية بشكل كامل.
وركز البيان على الاحتياجات العاجلة والفورية للمدينة في ظل خروج جميع النقاط الطبية عن الخدمة وانقطاع تام للمياه والكهرباء، مشيراً لوجود خمس سيارات إسعاف تتحرك ضمن المدينة وريفها بشكل متواصل دون انقطاع، وهي بحاجة على أقل تقدير إلى ما يقارب 5000$ لتغطية كلفة الصيانة والديزل لفترة أسبوعين على الأقل.
أما بالنسبة لقطاع المياه فاحتياجاته التقديرية 8000$ للضخ لمرة واحدة وإيصال المياه للمنازل بسبب توقف الصهاريج التابعة للمجلس عن العمل بسبب الوضع الأمني وخطورة التحرك حاليا نتيجة الدمار والقصف المستمر، كما تزداد انهيارات الشبكة الكهربائية بعد كل غارة جوية تستهدف أحياء المدينة وتقطع الخطوط على الأرض ليتم إصلاحها بشكل جزئي وهي بحاجة لإصلاحها ودعم تجهيزاتها، كما أن الأفران داخل المدينة متوقفة بشكل نهائي عن العمل بسبب نفس الأوضاع اَنفة الذكر، ويتم تأمين الخبز في الوقت الحالي من مناطق أخرى، موضحاً أن المدينة تحتاج ما يقارب 5 آلاف إلى 6 آلاف ربطة خبز يومياً.
وأوضح البيان أن أعداد النازحين من مدينة سراقب بلغ ما يقارب 2300 عائلة، تقطن في مناطق محيطة بالمدينة، توزعوا على أكثر من ثماني نقاط، ففي تل الرمان قطنت 500 عائلة، وعلى طريق الترنبة 100عائلة، والدوير 100عائلة، والقعلولة بين 75 إلى 100 عائلة، و500 عائلة أخرى في المزارع المحيطة، إضافة إلى 500 عائلة في منطقة شابور، و400 عائلة بقيت موزعة داخل أحياء المدينة.
يذكر أن الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام كثفت بشكل عنيف غاراتها خلال الشهر الماضي على أحياء المدينة السكنية والقرى المجاورة وارتكبت العديد من المجازر، أبرزها "مجزرة سوق البطاطا" التي راح ضحيتها أكثر من 11 شهيداً مدنياً إضافة إلى العديد من الشهداء الذين قضوا في أحياء أخرى من المدينة.