بلدي نيوز – (كنان سلطان)
نقلت "قناة الميادين" الموالية لإيران، اليوم الأربعاء، نقلا عن ما أسمته مصدراً كردياً مسؤولاً في عفرين، أنّ الكرد يرحبون بدخول "الجيش السوري" إلى منطقة "عفرين"، ضمن اتفاق مع "الحكومة السورية"، وذلك مقابل أن يكون الكرد جزءاً من العملية السياسية، وزاد على ذلك بأن سلاحهم "سيعود للدولة السورية؛ الذي هو لها في الأصل".
وتبدو هذه التصريحات أقرب للمطالبة بالعودة إلى حضن النظام الذي خرجت منه "الوحدات الكردية"، وكان قد أمّن لها طيلة سنوات الثورة الخمسة الأولى، كل ما يجعلها الولد المؤتمن على سر أبيه.
كما تبدو "الوحدات الكردية" في وضع يجعلها تعيد التفكير في التحالفات والتوازنات، بعد أن أدارت ظهرها لحليفها في السنتين الأخيرتين، وانتقلت إلى الجانب الأمريكي، هذا بعد أن أدركت بأن تركيا قد تنجح في لجم طموحاتها المتنامية، في ظل الدعم الأمريكي، والصفعة الروسية التي تلقتها بالانسحاب من منطقة "عفرين"، وفتح المجال أمام الجيش التركي، فضلا عن التأييد الدولي الذي حصلت عليه تركيا قبل أن تشرع في عمليتها "غصن الزيتون".
وبحسب التصريحات التي قالت "الميادين" إنها لمصدر لم تسمه، فقد أكد أن "الكرد حملوا السلاح دفاعاً عن النفس"، ولم يعلنوا العداء للنظام السوري، مضيفا بأن الكرد "لا يسعون إلى إنشاء دويلة في سوريا، بل هم جزء من النسيج الوطني السوري".
وبحسب المصدر؛ فإنّ المطالب مقابل دخول النظام إلى عفرين؛ أن يكون الكرد "جزءاً من العملية السياسية"، أما فيما يخص سلاح "وحدات الحماية الكردية"؛ فإنه "سيعود للدولة السورية وهو لها بالأصل".
وتنقل الميادين عن مصدرها بأنه اعتبر أن "الكرد لم يكونوا يوماً من ضمن التحالف الأميركي، ولم يحصلوا على أي نوع من الدعم منه".
ومضى بالقول "لا توجد لدينا أجندة انفصالية، بل أكثر ما نطمح له هو بعض حقوقنا في الوطن، ونكون جزءاً من الحل".
ويرى مراقبون بأن هذه الاستدارة تأتي في ظل إدراك "الوحدات الكردية" أن ثمة تحالفات تنسج وفقا للمصالح الدولية، ولا يمكن الاستناد إلى أي تحالف يبنى مع ميليشيات، وبأن لا بديل لها عن النظام، الذي مهد الطريق لظهورها ونموها ومدها بالسلاح والمال، والانسحاب التدريجي من شمال شرق سوريا وتسليمها المنطقة، مع البقاء الرمزي الضروري له هناك.
وكانت "الوحدات الكردية" تلقت رسالة من روسيا بتسليم "عفرين" للنظام لقاء عدم السماح لتركيا بدخول المنطقة، وقالت إنها رفضت العرض واصفة إياها بأنها خانتهم، فيما أعلن التحالف أنه غير معني بعفرين، التي لا تدخل ضمن هدفه في محاربة تنظيم "الدولة".