بلدي نيوز – (كنان سلطان)
دعا "نوف البشير" الزعيم القبلي، والساعي لتزعم مليشيا قبيلة قيد التشكيل، دعا أبناء العشائر في محافظة دير الزور، والمتواجد منهم في لبنان، للقبول بتسوية مع النظام والانضمام لميلشياه.
وانتشرت تسجيلات صوتية للـ "بشير" عبر تطبيق "واتس آب"، يطالب فيه بتجميع الشبان من أبناء دير الزور، وعشيرة "البكاة" التي ينتمي إليها بشكل خاص، في عموم لبنان، تحضيرا لسوقهم لإجراء تسوية مع النظام في دمشق خلال الأيام القادمة.
وتشمل المصالحة "الفارين والمتخلفين" عن اللحاق بجيش النظام، والراغبين بالالتحاق بمليشيات الأخير، بحسب ما أكدت مصادر محلية، حيث يسعى لجمعهم وتشكيل "فيلق العشائر"، وإلحاقه بـ"الحرس الجمهوري"، بعد تسوية أوضاعهم وتثبيتهم في مناطقهم، كـ"قوات رديفة" لقوات النظام.
وتدخل المناطق التي خرجت حديثا عن سيطرة تنظيم "الدولة"، في طور جديد من الحرب، حيث تسعى "قسد" من جهة، ونظام الأسد من جهة أخرى، لخطب ود العشائر، بهدف تطويعها، بعد أن تقاسما النفوذ في دير الزور، وعلمهما باستحالة استمرار بقاء أي طرف دونما التشبيك والتحالف مع التشكيلات العشائرية، التي تشكل حاملاً اجتماعياً بالغ الأهمية في هذه المنطقة.
وكانت "قسد" التقت وجهاء عشائر من دير الزور، بحضور ممثل التحالف الدولي، وذلك قبل أسابيع قليلة مضت، وكانت المطالبة صريحة بدعم "قسد" ماديا ومعنويا، وتطويع شبان العشائر في صفوفها.
المحامي والناشط الحقوقي (رامي العساف) يقول "أعتقد أن المنظومة العشائرية في الجزيرة السورية دمرت من الداخل بعد عقود من السيطرة المتغيرة".
ويضيف (العساف) في حديث لبلدي نيوز "مؤخرا كان هناك دور بارز للثورة في تشظي بنية العائلة المشيخية وشرذمتها والانقلاب عليها، ما أفقدها دورها في قيادة العشيرة، ودورها الاجتماعي."
ويعلل (العساف) ذلك بالقول "منذ مطلع الستينات كان هناك عمل على تفتيت دور شيوخ القبائل، والنظام منذ استلام الأسد الأب، حيث عمل على ضرب الشخصيات البارزة، بشخصيات أخرى أقل شأنا، بهدف تطويع العشيرة وتفتيت دورها، الدور الذي عرف عنها منذ فترة الاستقلال في قيادة فئات واسعة من المجتمع".
ويشير الناشط الحقوقي إلى أن "نواف البشير، توعد مرارا بدعم من عشيرته، واستمر بهذه الوعود عقب عودته إلى حضن النظام، وفشل دوما في ذلك، وهذا مؤشر على فقدان الدور الكبير الذي كان يلعبه شيخ العشيرة، بعد الشغل الكبير للنظام على ذلك، وحتى تنظيم (الدولة) حاول الاشتغال والنسج على ذات المنوال".
ويردف (العساف) "لكن اللافت في الأمر هو النهج الذي تبعته (قسد) والداعم الأساسي لها (الأمريكان)، إذ أنهم يعملون على تكرار تجربة النظام وأعوانه، لتطويع العشائر، وربما ما يفسر هذا التوجه لدى الأخيرة، هو النهج الاستعماري الذي كان سائدا، حيث تفضل التعامل مع رأس العشيرة، الذي يمثل سلطة رمزية للعشيرة، وما يدفع بهذا الاتجاه هو غياب المشروع الوطني، الأمر الذي يعزز فكرة اللعب على الوتر العشائري لهذه الأطراف".
ويرى المتحدث بأن ثمة ما يدعو للتفاؤل "فالذين ثاروا على نظام الأسد وطردوه من دير الزور؛ هم أبناء عشائر، وتنظيم (الدولة) الذي أجبر وجهاء العشائر على مبايعته، كان هناك شبان ينفذون عمليات ضد مشروعه، واليوم في ظل سيطرة (قسد) ربما سنشهد فترة استقرار مرحلية، لكن لن يقبل أبناء المنطقة بمشروعها، وستكون هدفا لهم لاسترداد مناطقهم".