ما دلالات إسقاط طائرة بمضاد طائرات شمال سوريا؟ - It's Over 9000!

ما دلالات إسقاط طائرة بمضاد طائرات شمال سوريا؟

بلدي نيوز - (خاص)
أٌسقطت طائرة للنظام في معارك وسط سوريا قبل يومين، والتي تعتبر أكثر معارك النظام ضد المعارضة العسكرية شراسة واستراتيجية منذ بداية دخول روسيا إلى سوريا.
كما تعتبر النقطة الأساسية في تحول المشهد العسكري في الصراع السوري والذي يعمل الجميع فيه كأطراف متعددة تسعى لتحقيق مصالحها أو مواجهة مخاوفها والتهديدات الاستراتيجية التي قد تتعرض لها انطلاقا من سوريا، ما عقد المشهد السوري بشكل لم يوجد له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
الحدث المهم في إسقاط الطائرة هو أنه حدث بصاروخ حراري مضاد للطائرات مغتنم من مخازن النظام التي تمتلك ترسانة ضخمة من هذه الصواريخ المحمولة على الكتف، والتي تعتبر ربما الترسانة الأكبر في الشرق الأوسط قبل الحرب، والتي يتذكر الأمريكان جيدا كيف أسقطت إحدى طائراتهم العسكرية في لبنان بيد أحد عناصر النظام خلال ثمانينيات القرن الماضي، ما يجعلهم إحدى القوى التي ترفض وبشكل جدي خروج هذه التكنولوجيا من يد "الدول المنضبطة" وانتقالها ليد التنظيمات بغض النظر عن شكلها وتبعيتها، فهي تدرك كذلك كيف كان لصواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات الدور الأكبر في الهزيمة العسكرية التي لحقت بالسوفييت في أفغانستان، وتداعيات الحدث على انهيار الاتحاد السوفيتي نفسه.
الصاروخ الذي أسقط الطائرة هو صاروخ (سام7-ستريلا)، هو الأقدم في ترسانة الأسد للدفاع الجوي، وعمليا لا يمكن إصابة الأهداف به على ارتفاعات تتجاوز 2 كم، ولكنه كفيل بإسقاط طائرات النظام المتهالكة التي تنفذ عمليات القصف من ارتفاعات منخفضة بسبب حاجتها للانقضاض، والرمي المباشر على الأهداف بسبب تصميمها المتخلف.
استخدم الصاروخ غير مرة في الحرب السورية، وتسبب بعدة حالات إصابة وإسقاط لطائرات النظام وخاصة خلال الفترة الأولى للمواجهة العسكرية، ثم أصبح مثله مثل غيره من أعتدة الدفاع الجوي محرم أن يستخدم ضد النظام أو غيره، وهو أمر تسبب عمليا بتحول الحرب في سوريا إلى حرب مأساوية يرتكب فيها النظام والروس المجازر تلو المجازر بطائراتهم التي تقصف المدنيين، بسبب عجزها عن قصف المواقع العسكرية بشكل مشابه لما تفعله الطائرات الامريكية (والتي ترتكب مجازر هي الأخرى ولكن لأسباب مختلفة).
عملياً، إعادة استخدام هذا الصاروخ، تشير لانتقال المواجهة في سوريا إلى معركة كسر عظم، لن يقبل فيها المدافعون عن إدلب ومحيطها المحرر الاستسلام، وسيحاولون فعل كل شيء للانتصار في هذه المعركة الوجودية، والتي تختلف عن جميع المعارك السابقة والتي كان فيها مكان أو منفذ نهائي أو احتمالية حصول اتفاق للتهجير باتجاه "ادلب"، التي تعتبر حاليا الهدف والساحة الأخيرة لمعارك النظام ضد السوريين، والتي يبدو أنها ستطول كثيرا ولن يكون بإمكان الأسد وداعميه حسمها، فالمميز في فيديو إطلاق الصاروخ أنه كان بدون أي شارة لأي فصيل، ولم يحمل أي شعار محدد لفصيل للقول أنه المسؤول عن عملية الإطلاق، ما يؤكد أن المفهوم والكتل الفصائلية الموجودة في الشمال السوري، قد تتعرض لعملية إعادة هيكلة ذاتية، وبخاصة مع التطور الكبير والمتمثل بتغير طبيعة المعركة واليقين أن النظام لن يقبل التفاوض وهو يريد مذبحة كبرى في إدلب.

مقالات ذات صلة

غارات إسرائيلية على القصير بريف حمص

"صحة النظام" تبدأ استجداء الدعم على حساب اللاجئين اللبنانيين

نظام الأسد يطلق النار على مدنيين حاولوا كسر حصار مخيم الركبان

"التايمز" تكشف أسباب سعي إيطاليا لإعادة العلاقات مع نظام الأسد

سوريا.. زيادة جديدة للغاز المنزلي تفرضها حكومة النظام

تركيا تواصل التودد لنظام الأسد وتنتقد العقوبات الغربية عليه