بلدي نيوز – (كنان سلطان)
كثر الحديث عن مواجهات، ربما وشيكة، بين قوات النظام و"الوحدات الكردية"، أبرز حلفائه على مر سنوات الثورة السبع، تخللها تصريحات من رأس النظام وشخصيات بارزة في نظامه، إذ وصفهم بالخونة، في حين ذهب (فيصل المقداد) للقول بأن ثمة "داعش" آخر شمال سوريا.
"حزب الاتحاد الديمقراطي"؛ الفرع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني"، من جهته رد بالمثل على تصريحات بشار ووصفه بالخائن، حيث قال "الأسد وما تبقى من نظام حكمه، هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة وتجلياتها"، وحمله المسؤولية المباشرة عن ما سماه "فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض، كما أنه هو بالذات الذي أطلق كلَّ الإرهابيين من سجونه ليوغلوا في دماء السوريين بمختلف تشعباتهم".
المجلس التنفيذي لما يسمى مقاطعة الجزيرة، قال أيضا "لا يحق لمن كان السبب في تدمير البلاد والعباد وملأ هذا الوطن بميليشيات الموت المرتزقة من كل أصقاع العالم أن يتهم القوى التي حاربت الإرهاب وحافظت على أمن واستقرار المنطقة بالخيانة".
في الصدد؛ قالت مصادر متطابقة بأن (الآسايش) و"وحدات حماية الشعب" الكردي، كثفت من دورياتها في مدن (منبج وتل أبيض ورأس العين والدرباسية والقامشلي والقحطانية والحسكة)، وعززت نقاطها بعناصر إضافية خوفاً من تحرك أبناء العشائر العربية، الذين يرفضون هيمنة الأكراد على مناطقهم بإشارة من النظام.
وكانت أيران أعلنت في أكثر من مناسبة، نيتها السيطرة على محافظة الرقة، عدها البعض إعلان حرب على قوات سورية الديمقراطية "قسد"، الأمر الذي يقود إلى نتيجة مفادها بأن إيران تدفع جديا بالقضاء على أي نفوذ خارج عباءتها، حيث تعمل "قسد" بإمرة التحالف وأمريكا، التي حاولت التوسط لدى الروس، وعرضت عقد شراكة والعمل سوية شرقي نهر الفرات.
وعن حرب التصريحات هذه، قال الناشط السياسي (محمود الماضي) "أعتقد أنّ هذه التّصريحات من قبل النّظام جديّة، فالنظام لم يعد اليوم بحاجة لهذه الميليشيا، التي اعتمد عليها في بداية الثورة، لقمع المتظاهرين ومحاربة الجيش الحرّ في الحسكة، سيما وأنّ هذه الميليشيا تجاوزت حدودها وتطاولت على سيّدها عندما قوّضت سيطرته على المحافظة ونهبت الحبوب والنفط".
ويضيف (الماضي) في تصريح لبلدي نيوز "اليوم بعد أن هزمت (داعش) فهو ينوي إعادة سيطرته على كثير من المناطق، التي تهيمن عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب، وهذا ما يتماهى مع رغبات العشائر العربية في المنطقة، التي ذاقت الأمرين من قمع وانتهاكات هذه الميليشيا".
واستبعد (الماضي) في حديثه حدوث مواجهات عسكرية من العيار الثقيل، حيث قال "أستبعد حدوث مواجهة عسكرية كبيرة، كون عناصر ميليشيا حماية الشعب غدا أغلبها من العرب، وحزب (ب ي د) لا يثق بهم ومن المحتمل أن ينشقوا عنه، في أول المواجهة، وبالتالي فأعتقد أنّ (ب ي د) غير قادر على المواجهة، إذا ما وضع بالحسبان الدور التركي، وبهذا فسيلجأ إلى التسوية، والحلّ السياسي، ويحاول أن يطرح نفسه كحزب سياسي في المنطقة".
وعلى الرغم من سيل التصريحات التي تشي بقرب المواجهة، إلا أن الواقع يعكس خلاف ذلك، حيث أعلن عن تسليم مناطق وأحياء عدة في مدينة حلب لقوات النظام، وهو بصدد رفع أعلامه فوق مؤسساتها، مع احتفاظ "ب ي د" بمقرات عسكرية محددة، في بعض الأحياء الكردية.
من جهته عضو اللجنة السياسية لحزب "يكيتي" الكردي في سوريا, ( فؤاد عليكو)، قال "هناك صفقة ما لم تنجز بعد، والنظام يعيد لعب الدور القذر باستخدام ورقة العشائر، وهذه ما صرح به مرارا".
وأوضح لبلدي نيوز "ما يروج له النظام، وبعض وسائل الإعلام، حول مواجهات عسكرية محتملة، لن يحصل سوى مواجهات (ديكورية)، وبعد ذلك يتم تسليم النظام مقاليد حكم هذه المناطق، وأي تطور هو منوط بتفاهمات تركية أمريكا، وهذا يحتاج لبعض الوقت".