روسيا تسخّر جيشاً لشيطنة "الخوذ البيضاء"! - It's Over 9000!

روسيا تسخّر جيشاً لشيطنة "الخوذ البيضاء"!

بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
يواجه عمال الإنقاذ المتطوعون في سورية "أصحاب الخوذ البيضاء"، حملة إعلامية تضليلية تشوّه سمعتهم، وتصورهم أعضاء في منظمة إرهابية مرتبطة بتنظيم "القاعدة"، كشفت عنها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، وأفادت بأن أبطالها ناشطون مناهضون للإمبريالية، مطلقو نظريات المؤامرة، ومتصيدون إلكترونيون مدعومون من الحكومة الروسية التي تدعم نظام رأس النظام السوري، بشار الأسد، عسكرياً، بحسب "العربي الجديد".
"أصحاب الخوذ البيضاء" معروفون رسمياً بـ"الدفاع المدني السوري"، وهي منظمة إنسانية تضم 3400 متطوع، من مدرسين ومهندسين ومهنيين سابقين، بالإضافة إلى رجال إطفاء. ويتركز عملهم على سحب الأشخاص من تحت الأنقاض، ويعود الفضل إليهم في إنقاذ آلاف المدنيين السوريين في سورية.
وعلى الرغم من الإشادة العالمية بـ"أصحاب الخوذ البيضاء"، إلا أنهم يواجهون حملة إعلامية مضادة تديرها شبكة من الأشخاص يكتبون في مواقع إخبارية بديلة تكافح "أجندة وسائل الإعلام العريقة"، وفقاً لهم. وهؤلاء الأشخاص يشاركون وجهات نظر النظامين الروسي والسوري، ويجذبون جمهوراً هائلاً على الإنترنت، ويضخمون شخصيات يمينية متطرفة، ويحظون بمنبر على التلفزيون الحكومي الروسي، بالإضافة إلى جيشهم الإلكتروني على "تويتر".
حملة تشويه صورة "الخوذ البيضاء" تزامنت مع بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، في سبتمبر/أيلول عام 2015، عن طريق دعم قوات الأسد بضربات جوية استهدفت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، إذ بدأت وسائل الإعلام التابعة للحكومة الروسية، مثل "سبوتنيك" و"آر تي"، الادعاء زوراً أن تنظيم "الدولة" كان هدف القوات الروسية الوحيد، وشككت في أخبار قصف البنية التحتية والمواقع المدنية.
آلة الدعاية نفسها حشدت الناشطين المناهضين للولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى المدونين والباحثين الذين يصفون "الخوذ البيضاء" بـ"الإرهابيين"، ومنحتهم منبراً للتعبير على القنوات التلفزيونية الروسية الحكومية، كما روجت لمقالاتهم على نطاق واسع، ووصف بروفيسور السياسة الدولية في "جامعة برمنغهام"، سكوت لوكاس، الحملة الشاملة بـ"بروباغندا الإثارة أو التحريض"، في حديثه لـ"ذا غارديان".
ويلعب "أصحاب الخوذ البيضاء" دورين أساسيين في سورية: عمل الإنقاذ، وتوثيق ما يحصل داخل البلاد بالكاميرات المحمولة والمثبتة على الخوذ، وهذه اللقطات المصورة ساعدت "منظمة العفو الدولية" و"المركز السوري للعدالة والمساءلة" في تدعيم الشهادات المتلقاة من سورية، عبر "سكايب" و"واتساب" والمكالمات الهاتفية. وسمحت لهما بالتحقق من آثار الضربات الجوية، لمعرفة حقيقة استهداف المدنيين ومناطق الوجود العسكري ونقاط التفتيش العسكرية.
وفي هذا السياق، أفاد مدير الاستجابة للأزمات المتخصص في الشأن السوري في "أمنستي"، كريستيان بينيديكت، بأن "مساعدتهم ساهمت في دحض رواية الحكومتين الروسية والسورية، ما أزعج نظام الأسد والسلطات الروسية، والمروجين لدعايتهما".
لكن الإعلام الروسي وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها لا تزال تثير الشكوك حول نتائج المحققين. وكرّر موقع "إنفووارز" اليميني المتطرف هذه الادعاءات، زاعماً أن الاعتداء شنّه "أصحاب الخوذ البيضاء"، واصفاً إياهم بـ"المجموعة التابعة لـ(القاعدة) والممولة من الملياردير جورج سوروس". وأبرز المشككين أيضاً المدونة البريطانية، فانيسا بيلي، الكاتبة والناشطة الكندية، إيفا بارتلت، والمحاضر الجامعي الأسترالي، تيموثي أندرسن.
الاستراتيجية الروسية حققت نجاحاً واسعاً في تشكيل رواية إلكترونية حول "أصحاب الخوذ البيضاء"، عبر استغلال خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الآلية على "تويتر" (بوت)، واللافت أن القنوات الرسمية في روسيا، مثل حسابات سفارتها في المملكة المتحدة، شاركت رسومات تسيء إلى سمعة "أصحاب الخوذ البيضاء".

مقالات ذات صلة

"الدفاع المدني" يطالب بتشكيل محكمة دولية خاصة بمحاسبة مستخدمي السلاح الكيماوي

بيان الخوذ البيضاء في اليوم العالمي للدفاع المدني

بعد عام.. الدفاع المدني الطريق طويل للتعافي من الزلزال

في ذكرى زلزال شباط ....

مدينة أريحا تتعرض لقصف براجمة صواريخ

ما مشروع " الخوذ البيضاء" الخاص بحديثي الولادة؟