ماكرون لا يرى "الأسد" عدواً.. فهل رأى "الصرخة المكبوتة"؟ - It's Over 9000!

ماكرون لا يرى "الأسد" عدواً.. فهل رأى "الصرخة المكبوتة"؟


بلدي نيوز – (كنان سلطان)
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آخر تصريح له أمس الأحد: "بشار الأسد عدو للشعب السوري، وعدوي هو داعش، والأسد سيبقى في سوريا لأسباب منها أن القوى التي كسبت المعركة على الأرض، سواء أكانت روسيا أو إيران، تدافع عنه، إذا فلا يمكننا القول إننا لا نريد التحدث معه أو مع ممثلين عنه".
وأثارت تصريحات (إيمانويل ماكرون)، موجة صخب في أوساط عدة، إذ اعتبر أن رحيل بشار الأسد لم يعد أولوية بالنسبة له، وترى أطراف في هذه التصريحات، تغيراً في الموقف الفرنسي من الثورة السورية، التي حددت أولوياتها بـ"محاربة الإرهاب"، التي طالما سعى إليها النظام.
وكانت فترة حكم (فرانسو هولاند) الرئيس السابق لفرنسا، شهدت موقفا بدا أكثر وضوحا إزاء نظام الأسد، وكانت فرنسا أول دولة اعترفت بالائتلاف المعارض كممثل وحيد للشعب السوري، وعدت شرط رحيل النظام، لا عودة عنه، كمخرج لحل القضية السورية.
"ماكرون" وعبر بوابة محاربة الإرهاب، التي اعتبرها "أولوية الأولويات"، يرى في كل مرة أن بشار الأسد ليس عدوا، وفي كل مناسبة، ولعل أكثر التصريحات مباشرة كان في أول حضور له لقمة أوربية "لم أذكر من قبل أن إزاحة الأسد هي شرط مسبق لكل شيء، لأنه لا أحد قدّم لي خليفة شرعية له".

ويرى مراقبون في موقف ماكرون هذا، استدارة مفاجئة لتتلاقى مع الموقف الروسي، حيث يقول "خطوطي واضحة: أولاً محاربة مطلقة لكل المجموعات الإرهابية، إنهم هم أعداؤنا، نحن بحاجة لتعاون الجميع من أجل استئصالهم، وخصوصا تعاون روسيا".
ولعل (ماكرون) لم يسمع "الصرخة المكبوتة" التي دوت في أذهان العالم، الذي صم أذنيه عن وجع المعتقلات، وإجرام بشار الأسد ونظامه، فتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع مطالبات بسحب الوسام الذي منحته فرنسا لبشار في وقت سابق، حيث كانت فرنسا بوابة بشار إلى العالم، بعد كسر الحصار عنه قبل اندلاع الثورة.

في الصدد، كتب عضو الائتلاف السوري المعارض (أحمد رمضان) على حسابه في تويتر: "عار على فرنسا ألا يرى رئيسها إيمانويل ماكرون، بشار عدوا لها وللبشرية، وقد قتل 600 ألف وشرد 14 مليون سوري! سقوط مفجع للأخلاق والإنسانية".
فيما قال (خالد خوجة) رئيس الائتلاف الأسبق: "تصريحات ماكرون مفاجئة، ففرنسا كانت ضمن أربع دول فقط من كل مجموعة نواة (الأصدقاء) إلى جانب بريطانيا وتركيا وقطر داعمة لرحيل بشار الكيماوي".

"جيان عمر" المتحدث الرسمي باسم تيار المستقبل، يرى بأن "تصريحات الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) ليست جديدة، بل كانت السمة الطاغية على الموقف الفعلي الفرنسي منذ سنوات، حتى في فترة رئاسة سلفه هولاند".
يقول (عمر) في حديث لبلدي نيوز "سمعنا بين الحين والآخر مطالبات برحيل الأسد وإسقاط نظامه، إلا أن هذه التصريحات لم تُترجم إلى أفعال لإسقاط نظام الأسد، ربما هذه الدول استخدمت هذا الخطاب للضغط سياسياً على حلفاء الأسد، ولرفع سقف المطالب قبل الدخول في العملية التفاوضية".
وأشار (عمر) إلى أن البرنامج السياسي لماكرون يتركز أساساً على البيت الداخلي لفرنسا بوصفها ثاني أكبر قوة في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا، فهي في مواجهة عدة قضايا منها صعود اليمين المتطرف وأزمة اللجوء وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة ترامب، ولهذا يسعى (ماكرون) بالدرجة الأولى إلى تقوية موقف فرنسا بعد خروج بريطانيا".

وبحسب (عمر) تصريح ماكرون "يأتي من منطلق براغماتي لمواكبة المرحلة ولا أعتقد أنّه فعلاً سيقبل ببشار الأسد كرئيس لسوريا بل سيسعى ماكرون مع بقية الشركاء الأوربيين والدوليين للوصول إلى التغيير الديمقراطي في سوريا، ولكن بطرق مختلفة وأدوات مختلفة".

الكاتب الصحفي (علوان زعيتر) من جهته يقول "أعتقد أن تصريح (ماكرون) يحمل أكثر من رسالة، داخليا أن فرنسا حربها الأولى مع التطرف والإرهاب، وخارجيا هي رسالة موجهة لروسيا بالدرجة الأولى".
ويرى (زعيتر) في حديث لبلدي نيوز أن "الروس المستفيد الأكبر من الكعكة السورية، ولعل فرنسا تريد أخذ دور وحصة من الكعكة، لذلك جاء التصريح وفق ما يريده الروس، تجاه مسألة العملية الانتقالية في سورية، والرسالة أيضا للمعارضة التي تدعمها فرنسا بالقبول بالتسوية".

مقالات ذات صلة

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

رأس النظام يعين فيصل المقداد نائبا له

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

تركيا تنفي تحديد موعد ومكان لقاء أردوغان وبشار

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية