بلدي نيوز-حماة (مصعب الأشقر)
أفرجت قوات النظام خلال الأسبوع الماضي عن خالد مصطفى الحمان من مواليد بلدة الزيارة بريف حماة، بعد اعتقال دام لأكثر من 5 سنوات، تنقل خلالها بين أكثر من تسعة أفرع أمنية وسجون، وتجرع فيها أنواع شتى من التعذيب على يد سجانيه.
الحمان وفي لقاء خاص مع بلدي نيوز قال "إنه تم اعتقاله بتاريخ 12/9/2012 على أحد حواجز قوات النظام المتمركز ببلدة الزيارة، ليتم ترحيله بعد ذلك إلى فرع الأمن العسكري بحماة ذائع الصيت، والذي يقع تحت الأرض بـثلاثة طوابق، حيث يوجد في الغرفة الواحدة التي مساحتها 2م أكثر من 10 معتقلين نتقاسم الأدوار في النوم، والوقوف بحسب عدد البلاط في الأرضية، حيث قضيت هناك فترة زمنية تقدر بـ30 يوماً، لم أستطع خلالها تمييز الليل من النهار".
وتابع الحمان، "بعد الأمن العسكري تم تحويلنا إلى سجن البالونة بحمص، ومن ثم إلى فرع الـ 256 بكفر سوسة بدمشق"، وتحدث عن "التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له هناك كالشبح بالسقف، والكرسي الكهربائي، وبساط الريح المسؤول عن تكسير فقرات الظهر، بهدف نزع اعترافات معينة تروق للمحققين، وفق قوله.
وأردف الحمان، "حالات مرض كثيرة يعج بها فرع الـ 256 كالجرب، وسوء الهضم، وتمزق الجلد والاوعية الدموية"، وأضاف "شاهدنا بأم العين أكثر من 15 حالة إصابة بشلل الأطراف، وانتفاخ بالجسم".
مؤكداً في الوقت ذاته بأن "طبيب برتبة نقيب كان يزور المرضى، ومهمته التهكم عليهم وزيادة عذابهم بدل من معالجتهم، وتزويدهم بالأدوية".
ولفت إلى أن "أغلب المحققين يهينون المعتقلين نفسياً قبل التعذيب الجسدي، من خلال السباب على أعراضهم بكلمات بذيئة، وبسب الذات الإلهية، وأحياناً بالتهديد باغتصاب المعتقلين من قبل عناصر مخصصين لذلك".
ونوه إلى أنه "عند عرضه على القاضي تم حكمه بالإعدام الأمر الذي لم يعنِ له شيءً، مقارنة بالعذاب الذي يتعرض له المعتقلون، ناهيك عن حالات وفاة بالجملة تصل الى أكثر من 15 حالة يومياً، وسط ازدراء عناصر الأمن لتلك الحوادث واصفين الوفيات بـالفطائس".
وذكر الحمان أنه "عند عرضه في المرة الثانية على القاضي كانت توجد فتاة طالبة جامعية من حلب، اعتقلت بتهمة الإرهاب، ويحاكمها أحد القضاة، الذي سألها هل اعترافاتها بمحض إرادتها، فجاوبته أن المحقق العسكري هددها بالاغتصاب من قبل 7 عناصر أمن إن لم تعترف بما يريد".
الحمان في حديثه لبلدي نيوز أكد أنه "قدّم طعون بالأحكام التي صدرت بحقه، لينتهي به المطاف خارج السجن بعد اعتقال دام أكثر من 5 سنوات".
وختم حديثه بالقول "إن الكثير من ضباط النظام يحاولون ابتزاز ذوي المعتقلين بطلب مبالغ مالية هائلة، ليتمكنوا من سماع خبر عن الشخص المعتقل الذي ربما يكون قد استشهد تحت التعذيب، أو مغيب بسجن صيدنايا سجن الموت كما يشاع بين السجناء".
الجدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية اتهمت في تقريرها الصادر بتاريخ 7/3/2017 ، النظام السوري بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 الف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال خمس سنوات من النزاع في سوريا.