بلدي نيوز - (خاص)
استذكر ناشطون من مدينة حلب، أمس الجمعة، مجزرة حي جب القبة الواقعة في حلب الشرقية، والتي ارتكبتها قوات النظام العام المنصرم في 30/11/2016، وسط وصول فصائل المعارضة في حلب لتوقيع اتفاق مع النظام يقضي بتهجير أهالي المدينة من مدنيين وعسكريين مقابل حفظ أرواحهم من حقد صواريخ الأسد وحليفه الروسي.
وفي التفاصيل، أفاد مراسل بلدي نيوز (عبدالكريم الحلبي)، الذي شهد المجزرة آنذاك ووثقها بعدسة كاميرته، أن المجزرة حدثت فجر ذلك اليوم أثناء خروج مدنيي أهالي حلب الشرقية باتجاه الأحياء الغربية، حيث كان يعد المكان شبه آمن في ذلك الحين، مشيرا إلى أن قذائف وصواريخ قوات النظام أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 45 مدنياً، وعشرات الجرحى جلهم من النساء والأطفال.
وأضاف، أنه في ذلك الحين جل المدنيين كانوا يشعرون بالخوف وذعر لم تشهده البشرية من قبل، وسط حصار خانق وقذائف حاقدة وتقدم قوات النظام مع عشرات الميليشيات الأجنبية باتجاه أحياء المدينة الشرقية، مضيفاً أن ذلك المنظر لا يمكن لأحد أن ينساه.
من جانبه أحد شهود العيان على تلك المجزرة "أحمد اسماعيل" عضو مجلس محافظة حلب قال لبلدي نيوز، "كان بيتي قريب من تلك المجزرة ما يقارب 50 متراً فقط، وأن المدنيين كانوا متجهين من أحياء المدينة المحاصرة من نساء وأطفال ورجال (مدنيين) باتجاه دوار الحيدرية بعضهم كان ذاهبا إلى مناطق قوات النظام غرب حلب، والبعض الآخر ذاهب إلى مناطق أخرى شبه آمنة بالقرب من حي الصاخور.
وأضاف، "أن طريقهم الذي ساروا به يبلغ طوله قرابة 20 كم مشيا على الأقدام، لعدم توفر أي وسيلة لأي عربة نقل لشدة الحصار وعدم القدرة على التجول بهم، وأسعفت الجرحى بسيارتي الخاصة، إلى مشفى القدس الواقع في حي السكري لعدم استقبالنا من قبل النقطة الطبية الواقعة في حي بستان القصر، منوها أن مشافي حلب الشرقية في ذلك الحين جميعها خارجة عن الخدمة بشكل كامل، إلا مشفى القدس والنقطة الطبية في حي بستان القصر شرق حلب.
وأفاد الناشط "عارف العارف" الذي شهد تلك المجزرة ووثقها بعدسته أن المحزرة وقعت في تمام الساعة 7:19 بالضبط، أثناء نزوح الأهالي من بعض الأحياء إلى أحياء شبه آمنة، والتي أسفرت عن وقوع شهداء يقدر عددهم 45 شهيدا وعشرات الجرحى، جلهم نساء وأطفال وشيوخ، مؤكدا أن بعض من جرحوا لم نستطع إسعافه لخطورة إصابتهم وعدم استيعاب المشافي للجرحى جراء قلة المواد الطبية.
لم تكن مجزرة حي جب القبة الوحيدة في تلك الفترة التي اشتد بها حصار النظام وميليشياته للمدنيين، فقد وثق الناشطون عشرات المجازر خلال أيام قليلة، حيث استهدفت طائرات النظام وحليفته روسيا بشكل متواصل حركة المدنيين الذين توجهوا بالآلاف من منطقة إلى منطقة، ناهيك عن استهداف النقاط الطبية.